محرمات تدخل في تركيب بعض الأدوية

السؤال: أنا صيدلانية أعمل في صيدلية في بلد إسلامي، وهناك الكثير من الأدوية التي قد يدخل في تركيبها مواد محرمة (مثل الخنزير، الكحول، النبيذ، والمواد المخدرة،... إلخ)، وهذه الأدوية تباع في جميع الصيدليات، ومن الصعب حصرها، وكثيراً ما يأتي المرضى ومعهم وصفة من الطبيب فأضطر لإعطائهم هذه الأدوية، علماً بأني لا أستطيع إعطاءهم البدائل؛ وذلك لأنني لا أُلمّ بحالة المريض الصحية، فقد أعطيه شيئاً لا يناسبه تماماً وأنا مُلزمة بصرف الوصفة الطبية كما كتبها الطبيب، وكذلك لا أستطيع حصر جميع الأدوية التي تحتوي على المواد المحرمة، فهناك أدوية للسكري تحتوي على أنسولين مشتق من الخنزير، فيتامينات مثل الكروم يدخل في تصنيعها النبيذ كمذيب لمكونات الدواء، معظم أدوية الكحة يدخل في تركيبها الكحول وكذلك المضمضة والغرغرة يدخل في تركيبها الكحول، وهناك أدوية مخدرة لتسكين الألم. - سؤالي هو: هل آثم على صرفي لمثل هذه الأدوية؟ وهل آثم لصرفي هذه الأدوية بدون وصفة طبية؟

الإجابة

الإجابة: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الجواب بأن الله عز وجل لما ذكر المحرمات في كتابه أعقب ذلك بقوله سبحانه: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه}، والواجب على أهل الطبابة من المسلمين أن يجهدوا أنفسهم ويستفرغوا وسعهم بإيجاد الأدوية التي تخلو مما حرم الله.

إذن الإشكال ماثل في أن أكثر هذه الأدوية يصنع في غير بلاد المسلمين، ولما كان عملك قاصراً على إنفاذ وصفة الطبيب فلا حرج عليك إن شاء الله، لكن بيّني للمريض حقيقة الأمر ليحتاط لنفسه ويفرق بين الدواء الذي يحفظ عليه حياته ولا بد منه وبين ما سوى ذلك، والله أعلم.



نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.