ما هي شروط إعادة طبع كتاب مطبوع؟

السؤال: ما هي شروط إعادة طبع كتاب مطبوع؟ فإن كثيرا ممن يعملون في مجال تحقيق وتخريج الكتب يحتاجون لهذه المسألة، فليس كل واحد منهم يعتمد على مخطوط للكتاب، والمطبوع من الكتاب قد يكون بُذل فيه من الجهد ما يصعب أن يُبذل ثانية، ولكن قد ينقصه بعض الأمور التي سيضيفها المخرج للكتاب، وفي نفس الوقت سيعتمد المخرج للكتاب على تحقيق غيره الذي بذل فيه جهدا كبيرا، وهذا الجهد الكبير للمحقق جعله يقصر في بعض الأمور المتعلقة بتخريج الكتاب؛ فيجد المحقق نفسه أخرج الكتاب لغيره ليقوم بتخريجه وإعادة طبعه، ويجد المخرج للكتاب نفسه مضطر للإعتماد على المطبوع الجيد الذي قوبل على المخوطات من أجل تخريج كتابه. فما العمل بارك الله فيكم؟ وما هي الشروط التي ينبغي أن يلتزم بها الشخص لإعادة طبع كتاب مطبوع مرة أخرى.

الإجابة

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
القاعدة التي دلت عليها النصوص أن من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو أحق به فإذا سبق أحد إلى شيء كتحقيق كتاب ونحو ذلك فإنه أحق بهذا الشيء لما ذكرنا من القاعدة التي دل لها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه" [أخرجه البخاري ومسلم]، فإذا سبقت بتحقيق كتاب فمن حقق الكتاب فهو أحق بهذا السبق إلا أنه يستثنى من ذلك إذا كان العمل ضعيفاً ولم يقم بخدمة الكتاب على الوجه الذي ينبغي فلك أن تعيد النظر والطباعة والتحقيق من جديد بأن تجتهد في تحصيل نسخه الخطية وتحقيقها.
أما إن كان العمل قائماً لكن ينقصه بعض الشيء فما من كتاب إلا وعليه النقص إذ أن الكمال لله عز وجل، يقول الشافعي رحمه الله تعالى: "ما من أحد يكتب كتاباً إلا وقال لو أني فعلت كذا أو قدمت كذا"، وأنصح أخي السائل أن يجتهد في طباعة تحقيق الكتب التي لم تخدم فهناك كثير من كتب التراث بحاجة خدمة وإعادة نظر وتحقيق وبالله التوفيق.