حكم النذر الذبائح للأولياء وغيرهم

بعض الناس ينذرون النذور من الذبائح وغيرها للأئمة وللصحابة فهل هذا جائز، وهل من الصحيح أن يأخذوا من النذور لأنفسهم؟

الإجابة

النذور والذبائح التي تنذر للأموات أو للأنبياء أو غيرهم، هذه النذور والذبائح من المحرمات الشركية، أن ينذر لغير الله ذبيحةً أو...... أو صدقات أو ما أشبه ذلك سواء كان المنذور له نبياً أو ولياً إماماً أو غير إمام لا يجوز، النذر يكون لله والذبيحة تكون لله، قال الله تعالى: قل إن صلاتي ونسكييعني ذبحي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، ويقول سبحانه: إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر. وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (لعن الله من ذبح لغير الله). خرَّجه مسلم في الصحيح، وقال سبحانه: وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذرٍ فإن الله يعلمهأي سيجازيكم عليه، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه). فالنذور عبادات فيها تعظيم الله، وفيها تعظيم المخلوق إذا نُذِر له، كما أن الذبح عبادة يعظم بها الرب، ويعظم بها المخلوق فلا تليق إلا بالله سبحانه وتعالى، فليس له أن يذبح للجن، ولا للأنبياء ولا للأولياء يتقرب إليهم بذلك يريد شفاعتهم أو شفاء مريضه أو رد غائبه أو قضاء دينه أو ما أشبه ذلك، لا للأنبياء ولا للملائكة ولا للجن، ولا للأولياء ولا لغيرهم، بل يكون الذبح لله وحده، يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، وهكذا النذر كأن يقول بعض الجهلة إن شفى الله مريضي فللشيخ كذا وكذا، وللولي الفلاني كذا وكذا، أو يقول إن شفي مريضي فلك يا شيخ فلان كذا وكذا، يتقرب إليه لأنه........... في الشفاء، فهذا من الشرك الأكبر، لا يجوز، بل يجب على من فعل هذا أن يتوب إلى الله وأن يقلع عن هذا الشرك، وأن يندم على ما مضى منه ومن تاب، تاب الله عليه سبحانه وتعالى، وهذا غير الذبيحة التي يذبحها الإنسان كرامة للضيف أو لأهله ليأكلون، هذا لا بأس، ذبح ذبيحة للضيف الذي نزل به لإكرامه فإكرام الضيف حق، كذلك إذا ذبح ذبيحة ليأكلها وأولاده أو يجعلها موزعةً على أيام كل هذا لا بأس به، وهذا غير الضحية التي يذبحها أيام النحر، هذه ذبيحة لله، ضحية يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، فإذا ذبحها عنه أو عن أبيه أو عن أمه ما يقال أنه ذبحها لغير الله، هذه ذبحها لله يتقرب بها إلى الله، يريد ثوابها له أو لأهل بيته، أو له ولأهل بيته، هذا لا حرج فيه، وإنما المنكر أن يتقرب بالذبيحة لغير الله، يذبحه للنبي أو للولي أو للجن أو للملائكة، يقصد أنه بهذه الذبيحة يتوسط بهم في قضاء حاجاته، في شفاعته من الله، ليشفى مريضه، ليرد غائبه، ليشفى هو من مرضه، يرى أن هذه العبادة تكون سبباً لوساطتهم له، وتقريبهم له إلى الله سبحانه وتعالى.