ما حكم تناول الطعام في المسجد؟

السؤال: هل يجوز للأخوات أن يتفقن على أن تُحضر كل واحدة منهن طعاماً إلى المسجد قبل بدئ الدرس بمدة؟ علماً و أننا في فرنسا قلَّما نجد مثل هذه الدروس في المساجد، وما هي نصيحتكم للأخوات فيما يتعلق بآداب دخول المساجد؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فوظيفة المسجد في الإسلام ليست متوقفة على أداء الصلاة فقط، بل كان عليه الصلاة والسلام يجالس أصحابه في المسجد، فيعلّمهم ويجهز الجيوش ويستمع إلى أحاديثهم وأشعارهم، إلى غير ذلك من الأعمال.

فإذا اجتمع جماعة المسجد في مسجدهم وتحادثوا فيما بينهم، أو جعلوه مكاناً للإصلاح فكل ذلك لا بأس به، ولكن بدون رفع الصوت تعظيماً لشعائر الله.

وإنما جاء النهي عن البيع والشراء في المسجد، وعن نشدان الضالة فيه، قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى المصرية: "إن الأكل والنوم في المسجد لا بأس به ما لم يتخذ عادة"، وقال النووي في المجموع: "قال الشافعي والأصحاب: يجوز للمعتكف وغيره أن يأكل في المسجد ويشرب ويضع المائدة، ويغسل يده بحيث لا يتأذى بغسالته أحد، وإن غسلها في الطست فهو أفضل، ودليل الجميع في الكتاب. قال أصحابنا: ويستحب للآكل أن يضع سفرة ونحوها ليكون أنظف للمسجد وأصون".أ.ه.

وقال في (كشاف القتاع ممزوجاً بمتن الإقناع في الفقه الحنبلي): "(وَ) لَا بَأْسَ (بِالْأَكْلِ فِيهِ) أَيْ: فِي الْمَسْجِدِ لِلْمُعْتَكِفِ وَغَيْرِهِ، لِقَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ {كُنَّا نَأْكُلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ}" (رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ).انتهى.
وقال في (مطالب أولي النهى): "لَا بَأْسَ بِالِاجْتِمَاعِ فِي الْمَسْجِدِ، وَالْأَكْلِ فِيهِ" انتهى.

ولا شك أنه لا ينبغي أن يتخذ الأكل أو الشرب فيه عادة.

وعليه فلا بأس من الأكل في المسجد ولكن بغير أن يتأذى أحد.



من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.