الإجابة:
هذا العمل لا يخلو من حالين :
الأولى : أن يكون الراكب مع السائق عدة نساء بحيث لا ينفرد بواحدة
منهن ، فلا بأس إذا كان داخل البلد ، وقد قال صلى الله عليه وسلم
"لا يخلون رجل بامرأة " وهذا ليست
بخلوة ، بشرط الأمانة في السائق ، فإذا كان غير مأمون فلا يجوز أن
ينفرد مع النساء إلا بمحرم بالغ عاقل .
الثانية : أن يذهب بامرأة واحدة منفردا فلا يجوز ولو دقيقة واحدة ،
لأن الانفراد خلوة . والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك بقوله "
لا يخلون رجل بامرأة"وأخبر أن
الشيطان ثالثهما .وعلى ذلك لا يحل لأولياء أمور النساء تركهن مع
السائقين على هذه الحال ، كما لا يحل أن تركب بنفسها معه بدون محرم
لها ، لأنه معصية للرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي معصية لله تعالى
لأن من أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله تعالى ، قال
تعالى {من يطع الرسول فقد أطاع
الله }( النساء : 80 ) وقال تعالى ومن يعصي الله ورسوله فقد ضلّ ضللا
مبينا } ( الأحزاب : 36 ) فعلينا أخوة الإسلام أن نكون طائعين
لله ممتثلين لأمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم لما في ذلك من
المنفعة العظيمة والعاقبة الحميدة ، وعلينا معشر المسلمين أن نكون
غيورين على محارمنا،فلا نسلمهن إلي الشيطان يلعب بهن ، فالشيطان يجر
إلي الفتنة والغواية .
وإني أحذر إخواني من الغفلة وعدم المبالاة ،لما فتح الله علينا من
زهرة الدنيا ، ولننتبه إلي هذه الآية التي يقول الله فيها وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم
* وظل من يحموم * لا بارد ولا كريم * إنهم كانوا قبل ذلك مترفين *
وكانوا يصرون على الحنث العظيم }( الواقعة : 41 46 ) ولنتذكر
قوله تعالى: وأما من أوتي كتابه وراء
ظهره * فسوف يدعوا ثبورا * ويصلى سعيرا * إنه كان في أهله
مسرورا } ( الانشقاق : 10 13 ) .