كيف نجمع بين هذين الحديثين؟

السؤال: لماذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن تعليق الدعاء بالمشيئة، وورد عنه قول: "لا بأس طهور إن شاء الله"؟

الإجابة

الإجابة: ورد النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء، لا مكره له" (أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: 7477)، ولمسلم: "... وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" (2678).

وهذا على إطلاقه، فإنّ تعليق الدعاء بالمشيئة يدلّ على ضعف في العزم، أو أن الداعي يخشى أن يُكره المدعوّ، والله سبحانه وتعالى لا مكره له، كما في الحديث.

وأما الحديث الذي أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: "لا بأس طهور إن شاء الله ... الحديث" (3616) فهذا الأسلوب أسلوب خبر، والخبر في مثل هذا يحسن تعليقه على المشيئة، مثال ذلك أن تقول: فلان رحمه الله، أو اللهم ارحمه، فلا يصح أن تُقيّد ذلك بالمشيئة. بخلاف ما إذا قلت: فلان مرحوم، أو فلان في الجنّة، فإنه لابدّ من التقييد بالمشيئة؛ لأن الأوّل دعاء، والثاني خبر، ولا يملك الإنسان الإخبار عن الغيب، فإن أخبر عن ما يرجوه وجب تقييد ذلك بالمشيئة والله أعلم.