هل يُعتبر هولاء كفاراً بسبب تفجيراتهم؟

السؤال: أحد أقربائي يقول إن الذين فجروا في الرياض وإن الذين قبضت عليهم الحكومة إنهم كفار لأنهم يقتلون المسلمين، حاولنا إقناعه أنهم ليسوا بكفار بل قد يكونون عصاة، لكنه لم يقتنع، فنرجو الإجابة مع ذكر الدليل؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالقول الراجح أن الخوارج ليسوا كفاراً؛ كما ثبت عن علي رضي الله عنه وغيره من أئمة السلف، وهم أشد من هؤلاء في الحكم والفعل والمعتقد، ولذا لا يجوز تكفيرهم؛ بل إن البغاة الذين يخرجون على إمام المسلمين لا يكفرون، بل إن المحاربين الذين يقطعون الطريق ويقتلون المسلمين لا يكفرون؛ ما لم يرتكبوا مكفراً، ولذا فمع شناعة ما يفعله هؤلاء المفَجِّرون، وهو من الإفساد في الأرض، فلا يجوز تكفيرهم، بل هم من عصاة المسلمين، فيجب الحذر من الانزلاق في تكفير المسلمين بغير دليل شرعي، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا قال المسلم لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" (أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، أما قوله صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، فقد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، لكن المراد به كفر دون كفر، وهو من الكفر الذي لا يخرج من الملة، كما نبه على ذلك العلماء قديماً وحديثاً، والله أعلم.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.