هل يشرع القنوت بعد انتهاء أزمة غزة؟

السؤال: انتهت الحرب على إخواننا في غزة لكن ما زالت الأزمة مستمرة، والمعاناة ما تزال مستمرة، فالبعض يسأل هل يوقف قنوت النوازل بعد الحرب أم يستمر، خاصة في المساجد مثلاً في الصلوات وغيرها.

الإجابة

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
بالنسبة للنوازل فإنها تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: نوازل من قبل الخالق.
والقسم الثاني نوازل من قبل المخلوق.
فالقسم الأول النوازل التي من قبل الخالق هذه لا ينفع لها القنوت، وإنما لها عبادات جاءت بها الشريعة، جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمثلاً إذا حصل قحط وغور للمياه وجدب للأرض هذه نازلة لكن جاء في الشرع لها ما يتعلق بصلاة الاستسقاء، كذلك أيضا إذا حصل كسوف أو خسوف جاء في الشرع ما يتعلق بصلاة الكسوف، إذا هبت الريح.. إلى آخره جاء ما يتعلق بالدعاء، فنقول: النوازل تكون من قبل الخالق هذه لا يقنت لها وإنما لها عبادات مخصصة.
القسم الثاني: نوازل من قبل المخلوق، والتي يحصل فيها ظلم وتعد من المخلوق على طائفة من المسلمين، هذه هي التي يشرع لها القنوت.
والآن ما دام الحمد لله ارتفع الظلم عنهم، الذي يظهر أن القنوت لا يُشرع الآن، لكن يبقى لهم الدعاء فالمسلم يدعو لإخوانه، يدعو لهم في أدبار الصلوات قبل أن يسلم، يدعوا لهم في السجود، يدعو لهم في آخر الليل، وهذا من نصرتهم، والله عز وجل يقول: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: ٧٢]، والله سبحانه وتعالى لا يرد من دعاه ولا يخيبه من رجاه، وكما أسلفت يعني هم الآن هم بحاجة، وقد يعيشون أزمات نفسية، يعيشون شيء من التشرد ونوعاً من الفقر ونحو ذلك، فعلى المسلم أن يناصرهم بالمال ويمدهم بالمعونة، وكذلك أيضاً عليه أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يفرج كربتهم، وينفس عسرتهم، وأن ينصرهم على عدوهم.
وأيضاً لا بد أن نتذكر أن القضية العظمى هي قضية فلسطين، وأن البلد بلد إسلامي، وأنه محتل، وأن المسجد الأقصى ثالث المسجدين، وأنه يجب أن يعود إلى حضانة المسلمين، وليست القضية هي قضية غزة فقط، القضية الآن انتهت قضية غزة.. إلى آخره من قبل ظلم اليهود وتعديهم، لكن يبقى علينا دائماً وأبداً أن نستشعر أن لنا بلداً إسلامياً منهوباً ومغتصباً، وعلينا أن نجد ونجتهد في إعداد الجيل وتربية النشأ في إعادة هذا الحق المغصوب والمتعدى عليه، وكما أسلفت أنت أيضاً الدعاء لا ينبغي أن ينطفئ حتى يعود المسجد الأقصى إلى رحاب المسلمين.
وأحب أنبه أيضاً على تنبيه مهم ألا وهو أن بعض أئمة المساجد لا يقنتون لأنه لم يؤذن لهم بالقنوت أو أنهم يمنعون من ذلك، فيظن بعض الناس أن القنوت خاص بإمام المسجد، فنقول: القنوت ليس خاصاً بإمام المسجد فكل مصل يقنت، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله تيمية رحمه الله فأنت إذا صليت السنة الراتبة مثلاً اقنت، وإذا صليت الوتر اقنت، وكذلك المرأة تقنت في بيتها.