مجالس الغيبة

إني لا أحب الغيبة، لكن أحياناً أكون في مجتمع من النساء يتكلمن في الغيبة، وبدون شعور مني أجد نفسي أشارك معهم، وعندما أراجع نفسي أندم ندماً شديداً على كلامي في أعراض إخواني المسلمين، وأستغفر الله، وأقول: لا أعود إلى الغيبة مرة أخرى، لكن أجد نفسي مرةً أخرى أقع في الغيبة، ماذا أفعل كي أتخلص من هذه العادة السيئة التي انتشرت في المجتمع، وهي فيها من الوعيد والذم ما فيها؟ أرجو أن تنصحوني، وتوجهوني، وتدعو لي ولجميع المسلمين أن يسلمنا الله من الغيبة، و ماذا أقول لمن يغتاب الناس؟

الإجابة

نوصيك بعدم حضور المجالس التي فيها الغيبة، والاعتذار وإذا قدر أنك حضرت فأنكري عليهم ولا تغتابي، قولي: يا عباد الله هذا لا يجوز، هذا محرم، الله يقول سبحانه: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا (12) سورة الحجرات . والرسول نهى عن ذلك، وأخبر أن: (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل: يا رسول الله، فإن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته). وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رأيت ليلة أسري بي قوماً لهم أظفار من نحاس يخدشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت يا جبرائيل من هؤلاء؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم) يعني هو من الغيبة وهذا وعيد شديد، وإذا وقعت في ذلك فعليك التوبة إلى الله، واستسماح من وقعت فيه إن أمكن، تقولي له : أبحني ، سامحني ، وقعت في عرضك، فإن لم يتيسر ذلك، فأكثري من الاستغفار، والزمي التوبة واذكري من اغتبت بالكلام الطيب الذين تعرفيه عنه، اذكريه بالأخلاق الطيبة التي تعرفين عنه، والأعمال الطيبة، يعني بدال ما ذكرتيه بالغيبة والأشياء المكروهة اذكريه في المجالس الذي اغتبتيه فيها بالشيء الطيب الذي تعلمين عنه والأخلاق الطيبة الذي تعرفينها عنه، فيكون هذا بهذا، مع التوبة والندم والإقلاع والحذر، وهذه وصيتي لك ولجميع المسلمين، الوصية لجميع المسلمين الحذر من الغيبة، والحذر من سائر المعاصي، وعدم مجالسة أهل الغيبة وأهل المعاصي؛ لأن المجالسة لهم تجر المجالس إلى أعمالهم، فالمشروع للمؤمن أن لا يجالس إلا من يعينه على الخير، وينفعه في دينه ودنياه، أما مجالسة من يجرك إلى الشر ويدعوك إلى الشر فلا تجوز، فالواجب الحذر دائماً من مجالسة أهل المعاصي الظاهرة، وأهل البدع، ومجالسة كل من يدعوك إلى باطل، وإلى ما يغضب الله عليك.