السحر له تأثير

فيما يتعلق بالسحر والجن سماحة الشيخ؟

الإجابة

السحر قد يقع السحر بين الناس لا شك فيه وهو في الغالب يكون بعمل من شياطين الإنس الذين يتلقونه عن الجن فيعقدون عقداً وينفثون فيها بريقهم الخبيث وكلاماتهم الشيطانية فقد يقع بإذن الله ما يريدون كما قال-جل وعلا-: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) هم السواحر اللاتي ينفثن في العقد في ريق الخبيث, والكلمات الخبيثة والدعوات الخبيثة فقد يقع ما أرادوا بإذن الله وقد لا يقع, ولهذا قال-سبحانه-: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ, فالسحر حق قد يقع وهو منكر عظيم, والرسول قرنه بالشرك قال - صلى الله عليه وسلم -: (اجتنبوا السبع الموبقات قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر) فجعله قرين الشرك هكذا جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة الله -جل وعلا- قال: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ هو من تعليم الشياطين ومن تعديهم على بني آدم, وإيذائهم لهم, وإيقاعهم في أنواع الباطل, فينبغي للمؤمن أن يتحرز عن ذلك بما تقدم بالتعوذات الشرعية آية الكرسي من قراءة (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد الصلوات, وقراءتها عند النوم, قراءة (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) يقول - صلى الله عليه وسلم -: (من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك), وجاءه رجل فقال: لقد لقيت كذا وكذا هذه الليلة من لدغة عقرب أو كما قال الرجل فقال: - صلى الله عليه وسلم -: (أما إنك لو قلت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك), وجاء في حديث آخر أنه قال: من قال (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات لم تضره حمة) يعني السموم, فالمقصود أن هذه التعوذات الله-جل وعلا-جعلها سبباً للعافية والسلامة من هذه الشرور, فينبغي للمؤمن أن يكون عنده قوة إيمان, وقوة ثقة بالله وحسن ظن بالله مع إتيانه بهذه الأوراد الشرعية والتعوذات الشرعية, والله-جل وعلا- هو الكافي والمعافي-سبحانه وتعالى- بيده كل شيء أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ(الزمر: من الآية36)، وكذلك الجن التعوذ بالله منهم من أسباب السلامة, فإن الجن مخلوقون مربوبون فالذي خلقهم هو الذي يعيذ منهم-سبحانه وتعالى-, فإذا الإنسان لجأ إلى الله وتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق أعاذه منهم ومن غيرهم, وهكذا آية الكرسي عند النوم من أسباب السلامة منهم ومن غيرهم, وهكذا قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين من أسباب السلامة من كل شر ومن الشياطين أيضاً, والله-سبحانه-هو الخلاق وبيده تصريف الأمور-جل وعلا-, وبيده الضر والنفع والعطاء والمنع, فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن- سبحانه وتعالى-, قد ذكر عن السحرة أنهم يتعلمون من السحر الذي تفعله الشياطين وتلقيه الشياطين يفعلون من ذلك ما يفرقون بين المرء وزوجه يعني يفعلون أشياء تسبب كراهة الزوج لزوجته أو كراهتها له حتى يفارقها, ثم قال بعد ذلك: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ يعني من حظ أو نصيب وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ, فدل على أنه خلاف التقوى وخلاف الإيمان ، وبين أيضاً أنه كفر قال: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ, فدل على أن تعلم السحر وتعليم السحر واستعماله كفر بعد الإيمان نعوذ بالله؛ لأنه إنما يكون بطاعة الشياطين وعبادتهم من دون الله, فإذا أطاع الشياطين من الجن وعبدهم من دون الله علموه بعض الأشياء التي تضر الناس, ويروى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من سَحَرَ فقد أشرك), فالمقصود أن السحر من أسباب الشرك؛ لأنه لا يتوصل إليه إلا بعبادة الجن, والاستغاثة بهم, والاستعانة بهم, والتقرب إليهم بذبح, أو نذر, أو سجود, أو غير ذلك, فلهذا حكم العلماء على السحرة بأنهم كفار هذا هو المعروف عند جمهور أهل العلم أن كل ساحر كافر, ...... السحر فهو كافر, قال بعض أهل العلم يسأل عن صفة السحر إن وصف شيئاً يدل على كفره صار كافراً وإلا صار من جملة المعاصي ومن جملة الظلم للناس, وبكل حال هذا المعنى ما يخالف ما قاله الجمهور فإن مراد الجمهور هو السحر الذي لا يعرف له أسباب تبعده عن الكفر, فالساحر في الغالب إنما يكون ساحراً بخدمته للجن وعبادته للجن, أما إذا ادعى سحراً في شيء لا يكون من جنس السحر ولكنه قد يضر الناس بعمل آخر غير عبادة الجن وخدمت الجن, وطاعتهم, والاستغاثة ونحو ذلك كأشياء يستعملها من مواد تؤكل, أو تشرب, أو يدخن بها, أو يدهن بها فتضر بعض الناس هذا, من باب الضرر من باب الظلم, من باب الإيذاء ليس من باب عبادة الجن. بارك الله فيكم