حكم الرقية بغير القرآن

السؤال: الرقية بغير القرآن هل هي جائزة أم لا؟

الإجابة

الإجابة: إن الأصل في الرقية أن تكون بما دل الدليل على اتخاذه لذلك، لأن الأسباب تنقسم إلى قسمين: أسباب شرعية وأسباب كونية.

فالأسباب الكونية: خاضعة للتجارب كالأدوية والمحلولات الكيمياوية، فالمرجع فيها إلى التجارب.

والأسباب الشرعية لا تنفع فيها التجارب، ولا بد فيها من وحي، لكن إذا كان الوحي جاء بالعموم يجوز الالتماس للوصول إلى بعض الأشفية فيه كما جاء الوحي بعموم الشفاء في القرآن وفي زمزم وفي العسل، فهذه الأمور جاء التعميم في الشفاء فيها: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}، فمن القرآن قطعاً ما هو رقية ومنه ما ليس كذلك، ولم يبين لنا ما هو رقية منه وما ليس كذلك فيحتاج الإنسان إلى البحث والتدبر وبالأخص إذا كان من أهل البصيرة، فيستعمل ذكاءه وعلمه في الاطلاع على ما هو رقية من آيات كتاب الله ويستعين بآراء أهل العلم وأقوالهم في ذلك، وبما ورد من الآثار عن السلف، وكذلك الأحاديث النبوية ففيها رقى كثيرة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه.

وأما ما سوى ذلك فليس من الرقى، وما يذكره بعض الناس من الكلام الطيب وأنه من الرقية هذا ليس من الرقية وإنما هو من الطب فقط الطب النفسي، بعض الأطباء يعالجون الناس بما يهوون من الكلام، فيقولون: "اعدد عشرة من آبائك" مثلاً، فهذا طب نفسي وليس رقية ليس من باب الرقية إنما هو من باب الطب النفسي لأنهم يعلمون أن هذا مما يُدخل السرور على الإنسان ويريدون علاجه بالسرور، مثل علاجه بالصوت كعلاجه بالنشيد أو بقراءة القرآن بصوت خاشع بمجرد الصوت حتى لو كان كافراً يتأثر به، وقد أخبرني الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله أن دكتوراً من دكاترة أمريكا وأطبائها النفسيين كان يعالج المرضى بالأصوات فيأخذ أنواع الأغاني الصاخبة وغير الصاخبة فيسمعها مرضاه فيتأثرون تارة بشيء منها وكلما مرت به ظاهرة درسها، فكان يجمع كل ذلك من لغات مختلفة وأنواع مختلفة من الأذواق في الأناشيد، حتى سمع أشرطة القرآن للقراء فجمع عدداً منها بأصوات مختلفة، فكان كلما أسمع شريطاً من هذه الأشرطة للمرضى الذين يشكون من نوبات قلبية أو سكتات أو تأثر نفسي لاحظ تأثراً وتجاوباً عجيباً، ولاحظ أنهم في جمهورهم وأغلبهم ليسوا من الناطقين بالعربية ولا يفهمون شيئاً من الكلام إنما يتأثرون لوقعه وأدائه فقط، فكان ذلك سبب إسلامه، وذكر أنه من الغرائب أنه كان لديه شريط للشيخ محمد علي المنشاوي فيه سورة الرعد وكان يضع الأجهزة على المرضى فإذا بلغ آية من هذا الشريط تأثروا لها تأثراً عجيباً، فبحث عن ذلك المقطع من الشريط حتى ترجم له فإذا هو قول الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.