حكم من أتتها الدورة الشهرية وهي واقفة بعرفة

أثناء الوقوف بعرفة أتتها العادة الشهرية، فما هي الأعمال المتبقية من الحج التي لا يجوز لها فعلها بنفسها، ولو أتتها قبل وصولها إلى عرفة فما الحكم بالنسبة لحجها، هل تتمه أو تقطعه أو ماذا تفعل؟

الإجابة

حجها صحيح، وكونها أتتها العادة الشهرية لا يمنع الحج، وهكذا لو ولدت في عرفات تكمل حجها ولو أنها نفساء، هذا لا يقطع الحج، تذكر الله مع المسلمين في عرفات، تذكر الله وتثني عليه وتلبي وترفع يديها في الدعاء مع المسلمين في عرفات وفي مزدلفة، في الطريق تلبي وتذكر الله ما يضرها هذا، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة لما حاضت عند قربها من دخول مكة قبل الحج، وذهبت إلى عرفات وهي حائض، قال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري)، فأمرها أن تفعل ما يفعله الحجاج إلا الطواف، وهي حائض -رضي الله عنها-، وهكذا أسماء بنت عميس زوجة الصديق أبي بكر -رضي الله عنهما-، ولدت في الميقات، وأمرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تحرم كما يحرم الناس، وأن تتحفظ بثوب، وأن تفعل ما يفعله الحجاج من الذكر والتلبية والإحرام والدعاء وغير ذلك ما عدا الطواف، والصلاة معلومة لا تصلي، هذا شيء معروف، ما عدا الصلاة والطواف فإن الحائض لا تصلي والنفساء لا تصلي وهكذا لا تطوف، لأن الطواف من جنس الصلاة، قال ابن عباس: الطواف بالبيت صلاة، إلا أن الله أباح فيه الكلام، فالطواف من جنس الصلاة فالحائض والنفساء لا تصليان ولكن حجهما صحيح. وهكذا لو حاضت قبل عرفات وهي في الطريق بعد الإحرام تكمل حجها مع الناس، لكن لا تطوف تبقى في مكة، تذكر الله وتصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والصحيح أنها تقرأ القرآن أيضاً عن ظهر قلب، الصحيح من أقوال العلماء أن لها أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب، من دون المصحف في مكة وفي عرفات وفي كل مكان، لكن لا تصلي ولا تطوف حتى تطهر كما هو معلوم، فتبقى على إحرامها، ولا بأس أن تغير ملابسها، لو غيرت الملابس لا بأس، كل محرم له أن يغير الملابس المرأة والرجل جميعاً، لا يضر تغير الملابس، بملابس أخرى، سواء لعذر أو لغير عذر، المقصود أن تغيير الملابس لا يضر لا من جهة الحائض ولا من جهة النفساء ولا من جهة بقية المحرمات ولا من جهة الرجال أيضا، لا بأس بتغيير الملابس. فهي تستمر في حجها تخرج معهم إلى عرفات، وتقف في الموقف وتذكر الله وتلبي وتدعو ربها وترفع يديها كالرجل، وهكذا تنصرف بعد الغروب إلى مزدلفة، وتبقى في مزدلفة إلى بعد صلاة الفجر، تقف مع الناس بعد الفجر تدعو ربها ترفع يديها تلبي في الطريق وفي مزدلفة لكن لا تصلي ولا تطوف بعد ذلك، المقصود أنها مثل الحجاج في ذكرهم ودعائهم ونحو ذلك مع عدا الصلاة والطواف. وإن تعجلت مع الناس من مزدلفة في آخر الليل فلا بأس، إذا تعجلت في آخر الليل من مزدلفة مع بقية الناس لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- رخص للضعفة أن يتعجلوا من مزدلفة في آخر الليل -عليه الصلاة والسلام-، وإذا تعجلت إلى منى تبقى في منى ولا تطوف، تبقى حتى تطهر، فإن نزلت إلى مكة ولم تطهر بقيت في مكة حتى تطهر، فإذا طهرت أتمت حجها طافت وسعت إن كان عليها سعي، وأكملت حجها، والحمد لله.