هل للجمعة سنةٌ راتبة قبلها؟

قرأت في بعض الكتب أن صلاة الجمعة ليس لها سنة قبلية، وعندما أذهب إلى المسجد أشاهد المؤذن بعد فراغه من الأذان الأول يقول بصوت مرتفع: قوموا إلى صلاة سنة الجمعة يرحمني ويرحمكم الله! فهل هذا وارد؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد دلت سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام على أنه ليس للجمعة سنةٌ راتبة قبلها، ولكن المؤمن متى وصل إلى المسجد يصلي ما كتب الله له ثنتين أو أكثر لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى المسجد فصلى ما قُدِّر له، ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته كتب له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يحدد شيئاً بل قال في الأحاديث: (ما قدر له) فيصلي الإنسان ما يسر الله له من ركعتين أو أكثر قبل صلاة الجمعة، ثم يجلس ينتظر قارئاً أو ساكتاً أو مسبحاً أو مهللاً أو ذاكراً بينه وبين ربه حتى يخرج الإمام، وبعد ذلك يجيب المؤذن ثم يسمع الخطبة، أما بعدها فلها سنة راتبة: ركعتان أو أربع ركعات، كان -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الجمعة صلى في بيته ركعتين، وقال عليه الصلاة والسلام: (من كان مصلياً بعد الجمعة فليصلِّ بعدها أربعاً) فدل ذلك على أن الأفضل أربع وإن صلى ركعتين بعد الجمعة كفى ذلك، والأفضل في البيت، وإن صلى أربعاً في المسجد أو في البيت فهو أفضل بتسليمتين هذا هو الأفضل، وأما قبلها فليس لها سنة راتبة، بل يصلي المؤمن متى وصل المسجد تحية المسجد ركعتين وما تيسر معها أربع ست ثمان عشر أكثر ليس لذلك حدٌ محدود، ولكن الأفضل يسلم من كل ثنتين؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) رواه أهل السنن والإمام أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر -رضي الله عنهما-. أما ما ذكرت عن المؤذن أنه ينادي بعد الأذان الأول: قوموا يرحمكم الله للصلاة، هذا بدعة لا أصل له، هذا لا أصل له بل هو بدعة من هذا المؤذن، فالمؤمن إذا جاء المسجد يصلي ما يسر الله له وليس هناك حاجة إلى أن يقول المؤذن هذا الكلام.