النفقة على الأهل والأولاد

عملت هنا سنة كاملة، ثم سافرت إلى بلدي فوجدت واحداً من إخواني مريضاً جداً، فجلست بجواره وصرفت عليه جميع ما كان معي من مال، ما يقارب ثلاثة آلاف جنيه مصري، علماً بأن لي أخوان آخران طلبت منهم مساعدتي فرفضوا، وكذلك والدي متوفى، ووالدتي على قيد الحياة وتملك قطعة أرض وبعضاً من المال وطلبت منها أن تساعدني فرفضت، مع العلم أن لي أولاداً وزوجة وأصرف عليهم، فسؤالي: لو تركت المبلغ لأخي بدون مقابل، هل علي إثم، علماً بأن أولادي محتاجين لهذا المبلغ؟

الإجابة

أما إنفاقك على أخيك المريض وعنايتك به فهذا أمر طيب ومشروع وصلة رحم وأنت مأجور وأبشر بالخلف والأجر من الله عز وجل. لكن إذا كان أولادك في حاجة وزوجتك في حاجة فالواجب عليك أن تبدأ بهم وبحاجتهم، وأما أخوك المريض فعليك أنت والوالدة وإخوانك التعاون في هذا، وفي شأنه وفي الإنفاق عليه، أما إذا كنت تستطيع أن تنفق عليه وعلى أولادك فلك الأجر وأنت حينئذ تكون غلبته في الأجر حصلت الخير العظيم، فعليك أن تنظر في الأمر فإذا كنت تستطيع الإنفاق على أخيك المريض وعلى أولادك فافعل وأبشر بالخير، ولو تأخر إخوانك عن مساعدتك ولو تأخرت أمك كذلك يكون لك الأجر كله وأنت على خير عظيم، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه) وهذا من صلة الرحم، وأنت في هذا مشكور على عملك، وسوف يعوضك الله عن ما فعلت خيراً كثيراً مع صلاح النية، فاستقم وأبشر بالخير واجتهد في الإنفاق على أولادك حاجتهم وعلى أخيك حسب الطاقة، ولو بالقرض ولو بالدين، بالاستدانة من بعض المحبين وسوف يوفي الله عنك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها لإتلافها أتلفه الله)، فأنت إذا اقترضت من بعض إخوانك أو استدنت من بعض إخوانك من أجل الإنفاق على أخيك المريض وعلى أولادك فالله سبحانه سوف يعينك ويسهل أمرك ويوفي عنك سبحانه وتعالى، فاستقم وأحسن الظن بمولاك جل وعلا وأنفق على أخيك وعلى أولادك وادع الله للوالدة بالخير والتوفيق وادعوا الله لأخويك بالتوفيق والهداية، واستعن بربك في كل خير.