بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فإن استعمال الجلباب أمر مطلوب بين الرجال الأجانب، والجلباب يشبه العباءة، وما أشبه مما تغطي به المرأة بدنها كله، رأسها وبدنها فوق ثيابها، قال الله - تعالى -: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ [(59) سورة الأحزاب]. الآية.. وفي الصحيح عن أم عطية - رضي الله تعالى عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أمر النساء بحضور العيد، بحضور صلاة العيد قال بعض النساء : إن إحدانا ليس لها جلباب ، فقال عليه الصلاة والسلام: (لتلبسها أختها من جلبابها). فالمقصود أن الجلباب شيء يستر البدن كله، وهو يشبه العباءة من بعض الوجوه. والواجب على النساء التحجب عن الأجانب ، وعدم إظهار شيء من الزينة لهم، كأخ الزوج ،وزوج الأخت ، وغيره ممن ليس محرماً، ولا بأس بالغناء المعتاد في العرس بين النساء وضرب الدف الذي هو الطار، والدف له وجه واحد يضرب في مناسبة العرس لإعلان النكاح ، وإظهاره ، وقد جاءت السنة في ذلك، وكان يستعمل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا بأس به لإظهار النكاح ، وإعلانه في وقتٍ مناسب من الليل من دون سهر، ولا بأس أيضاً بالرقص ولا حرج في ذلك بين النساء، ولا بأس بالغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ، ولا تزيين للفواحش، ولكنه مدح للزوج أو الزوجة، أو أهل الزوج، أو أهل الزوجة ، ونحو ذلك مما جرت به العادة، كان النساء يغنين في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في العرس ، ويضربن بالدف ، ولا حرج في ذلك بشرط أن لا يكون ذلك ليس فيه اختلاط بين الرجال والنساء ، بل يكون خاص بالنساء في ليلة العرس لإظهار النكاح وإعلانه، والله ولي التوفيق.