تفسير قوله تعالى وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ

يسأل عن تفسير قول الحق -تبارك وتعالى- وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11]؟

الإجابة

الآية على ظاهرها، الله أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يتحدث بنعم الله -جل وعلا-، وهذا من الشكر، لأن التحدث بالنعم من شكر الله -سبحانه وتعالى-، فالنعمة شكرها يكون بأمور ثلاثة: الاعتراف بها باطناً، وأنها من الله، ومن فضله -سبحانه وتعالى-، والتحدث بها ظاهراً بلسانه، والأمر الثالث: صرفها فيما مرضاة المنعم بها -سبحانه وتعالى-، والاستعانة بها على طاعة الله جل وعلا-: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ سورة الضحى (9) (10) (11)]. هذا خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهكذا كل مسلم وكل مسلمة، عليهما التحدث بنعم الله نشكر الله على ذلك، الله أنعم علينا بنعم كثيرة، نحمده على هذا نشكره على هذا، يتحدث بنعم الله، نعمة السمع البصر الصحة المال الولد الزوجة الزوج يتحدث بنعم الله ويشكره سبحانه يشكره على ذلك، بطاعته وترك معصيته. فلابد من أمور ثلاثة: الإيمان بذلك في الباطن، وأن هذه من نعم الله سواء صحة أو ولد أو مال، يؤمن بقلبه أن هذا من نعم الله، وأنه سبحانه محسن في ذلك، ويتحدث بلسانه بهذه النعم ويشكر الله عليها بلسانه، ويشكر الله أيضاً بعمله، وذلك بطاعة الله في هذه النعمة، بأن يستعين بها على طاعة الله، وأن يصرفها في مرضاته سبحانه لا في المعاصي. المقدم: إذن هذا هو تفسير الآية الكريمة: وأما بنعمة ربك فحدث. الشيخ: نعم.