الإجابة:
الأصل أن صدقة السر أفضل؛ لقوله تعالى: {إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ
وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيرٌ
لَّكُمْ} (1).
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا
ظله..."، وذكر منهم: "ورجل تصدق
بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" (متفق عليه)
(2).
وهذا الأصل في الصدقة: أن إخفاءها أفضل، لكن إن ترتب على إظهارها
مصلحة راجحة مثل: إذا كان في إسراره بها إساءة ظن به بأنه لا يخرج
الزكاة، أو اقتداء الناس بالمتصدق إذا أظهر زكاته، فيكون هذا من باب:
(من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) (3).
ونحو ذلك من المصالح. ففي مثل هذه الحالات قد يكون إظهارها أولى،
والله أعلم.
___________________________________________
1 - سورة البقرة: الآية (271).
2 - البخاري (660)، ومسلم (1031) وعنده: "حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله".
3 - أخرجه مسلم (4/ 2060).