معنى قول الرسول ليس منا من فعل كذا

هناك أحاديث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول فيها: ليس منا من فعل كذا، وليس منا فعل كذا، فهل كلمة ليس تخرج من الملة، وإذا كانت تخرج من الملة فهل هو مخلد في النار والعياذ بالله، وكيف الجمع بين هذه الأحاديث وأحاديث الشفاعة التي تقول: (أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله، وأخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان)؟

الإجابة

هذه الأحاديث التي فيها ليس منا في الغالب والأكثر أنها من باب الوعيد والتحذير والترهيب، من باب .............. المعاصي ولا تخرج صاحبها من الإسلام إذا لم يستحلها ولكن فيها الحذر فيها الترهيب والتحذير، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية) -يعني عند المصيبة- هذا وعيد وليس كفراً، وقوله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه), (لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه) كل هذا من باب التحذير والترهيب من الأخلاق الذميمة والحث على الأخلاق الكريمة، وهكذا ما أشبه ذلك، المؤمن يحذر ما حذر منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويبتعد عنه وهذه المعاصي تنقص في الإيمان وتضعف الإيمان، ومثله قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن) الحديث يعني الإيمان الكامل الواجب، ليس معناه أنه كفر، السارق ما هو بكافر والزاني ليس بكافر إذا لم يستحل, إذا كان يعرف أنها معصية ولكن حمله الهوى والشيطان يكون عاصي إيمانه ضعيف ناقص معرض للوعيد على خطر من دخول النار، وهكذا شارب الخمر, إلا إذا استحل إذا قال: "الزنا حلال" يكفر كفراً أكبر، وهكذا لو قال شرب الخمر حلال يكفر كفراً أكبر، وهكذا لو قال .......الناس بالسرقة ......حلال يكون كفرٌ أكبر، وهكذا لو قال الربا كله بأنواعه كلها حلال جميع أنواع الربا كلها حلال يكون كفر أكبر، أما إذا فعل بعض الربا ولم يستحله فعل بعض الربا يكون عاصٍ أتى كبيرة، أو تعاطى أنواع الربا لكن لم يستحل ذلك، بل أطاع هواه ورابى, هذه معصية يكون إيمانه ضعيف, ناقص الإيمان, وهو معرض للوعيد ودخول النار، وهكذا من عق والديه أو قطع أرحامه ولم يستحلها, هذا يكون قد تعرض للوعيد، هو على خطر من دخول النار، وهو تحت مشيئة الله -عز وجل-. فالمقصود أن هذه الألفاظ ليست تدل على الكفر الأكبر ولكنها من باب الوعيد "ليس منا، ليس منا" أو " لا يؤمن أحدكم..." إلى آخره، وإنما يعرف أنه كفرٌ أكبر من أدلة أخرى.