كيف أستطيع الثبات في ظل كل هذه العراقيل؟

السؤال: أرجو منكم أن تقبلوني كأخت لكم في الله، وأن تفيدوني بنصائحكم الغالية، فأنا والحمد لله ملتزمة، وأحب أن أطبق كل ما أمر به رب العالمين وكل ما جاء رسوله الكريم، لكن للأسف فالظروف المحيطة بي لا تساعدني بدءاً من أسرتي، فكلما وجدوني أكثر من الصلاة أو أقوم الليل سخروا مني، ونظروا إلي كأني قادمة من كوكب آخر، وكلما ذكّرتهم بالله عز وجل ضحكوا ولا يستجيبون لي، كذلك إذا طلبت منهم الامتناع عن بعض المحرمات كسماع الموسيقى ومشاهدة الأفلام قالوا أنه يجب عليّ الرجوع إلى العصور الأولى، وأنه لا مكان لأمثالي في هذا العصر، وعدة أشياء أخرى، والمصاب الجلل الذي أتألم له هو ذهاب أمي إلى العرافين، وأنا أنصحها وأوضح لها بأن ذلك شرك برب العالمين، تقول أن كل الناس يفعلون ذلك وأننا مثل الناس، وعندما أبديت رغبتي في لبس الخمار بدؤوا يشككون في قواي العقلية، وأني أسير عكس ما يريد العصر وعدة أشياء، وأنا -والله عليم بي- أريد لبس الخمار، كما أن المجتمع من حولنا يعج بكل أنواع المحرمات، وليس هناك من ينكر أو يُذَكر، والتدين يعتبرونه ثانوياً لا يذكر إلا في المناسبات الدينية، وما خفي كان أعظم، فأين الخلل يا ترى: هل هو بي أم في الآخرين؟ وكيف أستطيع الثبات في ظل كل هذه العراقيل؟

الإجابة

الإجابة: ثبّتك الله وأعانك على ذكره وشكره حسن عبادته، واعلمي أن الدنيا لا تصلح عوضاً عن معنى من معاني الآخرة، ولا تصلح الحياة بغير شرع الله، ولا نستطيع أن نتنفس تنفساً صحيحاً إلا في أجواء إيمانية، قال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}، وقال: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}.

لا بأس بالأخذ بأسباب التقدم والتحضر، والتحضر مع تمسكنا بما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى وإن كنا في القرن المائة، وليس معنى التحضر أن نتفلت أو أن نعصي ربنا أو أن تتبرج النساء، {قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}.

نحن بحاجة لإقامة حضارة على منهاج النبوة، فاثبتي على طاعة الله، لا يجوز سماع الأغاني والموسيقى كما لا يجوز مشاهدة الأفلام والتمثيليات والمسرحيات، ومن أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

سارعي بلبس الحجاب الشرعي، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وتابعي الفرائض بالنوافل، وطالعي في كتب التراجم والسير، وصاحبي من الأخوات من يعينك على طاعة الله، ولازمي كتاب الله، وأكثري من ذكر الموت والقبور والآخرة، وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، واعلمي أنه لن يهلك مع الدعاء أحد.



من أسئلة زوار موقع طريق الإسلام.