كيفية بر الوالدين إذا كان الوالدان لا يحتاجان إلى وجود ولدهما بقربهما

كيفية بر الوالدين إذا كانا في غنى عني، وقربي منهم قد يُحدث بعض المشكلات؟

الإجابة

برهما هو أن تعمل ما يسرهما وما ينفعهما ولو بغير المال، إذا كانا غنيين عنك تعمل ما يسرهما من الكلام الطيب، والزيارة المناسبة، والسؤال عن حالهما، وقضاء حاجتهما إذا رغبا إليك في شيء من ذلك، والبعد عن كل ما يسيء إليهما، مما لا يلزمك شرعاً، فالمقصود أنك تجتهد في إرضائهما والإحسان إليهما والتقرب إليهما بالكلام الطيب والفعل الطيب الذي لا يخالف شرع الله، فإن شرع الله مقدم على الجميع، وإنما الطاعة في المعروف، وكل عملٍ أو قولٍ يرضيهما، ويسبب رضاهما عنك وحسن صلتك بهما فهو مطلوب ما لم يكن ممنوعاً شرعاً، والله أجاز برهما والإحسان إليهما في آيات كثيرات، فينبغي للولد أن يحرص على برهما والإحسان إليهما، وخفض الجناح لهما، بكل ما يستطيع ما مراعاة الحدود الشرعية التي أوجب الله على عباده، فإن الوالد والأمير والسلطان والزوج والزوجة كلهم يجب أن تكون طاعته محدودة بشرع الله -سبحانه وتعالى-، لأن الرسول يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، فليس للولد أن يطيع أبويه في المعصية كشرب الخمر أو التدخين أو قطيعة أقاربه أو ترك الصلاة في الجماعة، أو ما أشبه ذلك من الأشياء المحرمة، وليس للزوجة أو تطيع زوجها في المعصية، وليس للزوج أو يطيع زوجته في المعصية، وليس للرعية أن يطيعوا السلطان في المعاصي، ولا يطيعوا في المعاصي إنما الطاعة في المعروف، هذا هو الواجب على جميع المسلمين أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يبتعدوا عما حرم الله، وإذا أمر بالمعصية فلا يجوز له أن يجيب إلى ذلك، لكن يعتذر إلى أبيه وإلى أمه في ذلك بالكلام الطيب والأسلوب الحسن وإلى أميره وإلى ملكه إذا أمر بشيء مما يخالف الشرع يعتذر الأعذار الشرعية والأسلوب الحسن، والكلام الطيب الذي يحصل به المقصود من ترك المعصية، ويحصل به المقصود من عدم النفرة والاختلاف بين الوالد ووالده، وبين الرعية وسلطانها وأميرها. جزاكم الله خيراً