"... آذنته بالحرب"

السؤال: ما المراد بالحرب في قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"؟

الإجابة

الإجابة:

الحمد لله،

المراد بالحرب في هذا الحديث هو العداوة، فمعنى قوله: "فقد آذنته بالحرب"، يعني فقد أعلمته وأعلنت له العداوة، وفي هذا جزاء من جنس العمل، فكما عادى هذا العاصي ولي الله، فالله تعالى يعاديه، فالمعنى من عادى لي ولياً عاديته، ومن عاداه الله أو من كان الله عدوه فهو حري أن ينزل الله به عقابه ويجعله نكالاً وعبرة، ".. وغاية الحرب الهلاك، والله لا يغلبه غالب، فكأن المعنى: فقد تعرض لإهلاكي إياه، فأطلق الحرب، وأراد لازمه أي: أعمل به ما يعمله العدو المحارب. قال الفاكهاني: في هذا تهديد شديد، لأن من حارب الله أهلكه.." (فتح الباري 1:342).

فليحذر المسلم من معاداة أولياء الله، وولي الله هو كل مؤمن تقي، كما قال سبحانه وتعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون} [يونس: 62-63]، فالواجب على المسلم أن يحب أولياء الله، ويبغض أعداء الله، وهذا من تحقيق الإيمان الولاء لأولياء الله والبراءة من أعداء الله، وفي الحديث: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله" (أحمد: 18524، والطيالسي: 747، والبيهقي في شعب الإيمان: 14، وهو حديث حسن بشواهده)، نسأل الله أن يحبب إلينا ما يحب من الأعمال والأقوال والأشخاص وسائر محبوباته سبحانه وتعالى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.