هل يشعر الأموات بمن زارهم؟

السؤال: هل الأموات يسمعون الأحياء عندما يحضرون لزيارتهم في المقابر؟ وهل يمكن أن يظهروا في الأحلام؟ وما هي الكتب أو الدراسات التي تناولت قضية الروح؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالأموات يسمعون الأحياء، ويشعرون بزيارتهم، وقد دلت على ذلك نصوص من الشرع، ومن ذلك:

1 - حديث أبي طلحة وابن عمر -رضي الله عنهم- في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم أهل بدر من الكفار بعدما ألقوا في القليب، وهو في صحيح البخاري ورواه مسلم كذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

2 - حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم" (رواه البخاري ومسلم أيضاً).

3 - وما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها يخرج آخر الليل إلى البقيع فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد".
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في (أضواء البيان 6/421): فخطابه صلى الله عليه وسلم لأهل القبور بقوله: "السلام عليكم"، وقوله: "وإنا إن شاء الله بكم"، ونحو ذلك يدل دلالة واضحة على أنهم يسمعون سلامه؛ لأنهم لو كانوا لا يسمعون سلامه وكلامه لكان خطابه لهم من جنس خطاب المعدوم، ولا شك أن ذلك ليس من شأن العقلاء، فمن البعيد جداً صدوره منه صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال رحمه الله تعالى: "اعلم أن الذي يقتضي الدليل رجحانه هو أن الموتى في قبورهم يسمعون كلام من كلمهم".

وقال ابن القيم رحمه الله في (كتاب الروح/ 21): "وما أجرى الله سبحانه العادة قط بأن أمة طبقت مشارق الأرض ومغاربها، وهي أكمل الأمم عقولاً وأوفرها معارف تطبق على مخاطبة من لا يسمع ولا يعقل وتستحسن ذلك لا ينكره منها، فلولا أن المخاطب يسمع لكان ذلك بمنزلة الخطاب للتراب والخشب والحجر والمعدوم، وهذا وإن استحسنه واحد فالعلماء قاطبة على استقباحه واستهجانه".

ويمكن للأموات أن يزوروا الأحياء في المنام، ويدل على ذلك أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته في المنام ممكنة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" (رواه البخاري)، ومن الكتب القيمة التي تفيد في هذا الباب (كتاب الروح) للإمام أبي عبد الله بن القيم رحمه الله تعالى.



نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.