معاملة الجار القاطع للصلاة والشارب للخمر

لي جار لا يصلي ولا يصوم ويشرب الخمر ويلعب الميسر، وقد نصحته مراراً وتسبب ذلك في سوء تفاهم بيني وبينه وقال: إني أعرف كل نصائحك، فما الحكم في مثل هذا لجار ومعاشرته والإحسان إليه به بما أوصانا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهل أحسن جواره ولا دخل لي بعمله هذا، علماً بأنه قد يستلف مني بعض النقود بحجة حاجة أولاده، ثم أعرف بعد ذلك أنه استغلها في لعب القمار، وقد يردها لي من مكسبه من ذلك اللعب، فهل يجوز لي أخذها منه وهذا هو مصدره؟

الإجابة

هذا الجار جار سوء، والواجب هجره، والاستمرار في الإنكار عليه ونصيحته، لعل الله أن يهديه، والاستعانة في ذلك أيضاً بخيرة أقاربه وجيرانك الآخرين حتى تجتمعوا على نصيحته، وحتى ترشدوه إلى الخير والصواب، لعل الله يهديه بأسبابكم، لأن من ترك الصلاة كفر نعوذ بالله من ذلك، كما صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم في صحيحه، وهذا الرجل لا يصلي ولا يصوم ويشرب الخمر ويلعب القمار قد جمع شراً كثيراً نعوذ بالله، فهو جدير بالهجر لكفره وفسقه وشره الكثير، ولكن إذا كان فقيراً فلا مانع من أن تحسن إلى أهل بيته، لا بيده هو ولكن تعطي أهل بيته الفقراء والمحاويج من زوجته وأولاده وبناته، تحسن إليهم بما تيسر، أما هو فلا تعطيه شيئاً لأنه يستعين به على ما حرم الله، ولكن تعطي أهل بيته إذا استطعت بواسطة أهل بيتك أو غيرهم إذا كانوا فقراء محاويج، ولا تؤذه بشيء لأنه جار، وتحسن إليه بالنصيحة والدعوة إلى الله، حق الجار النصحية وبذل المعروف، لكن هذا الرجل يحتاج مع النصيحة إلى الهجر لكفره وإعلانه المعاصي والكفر. نسأل الله العافية. المذيع/ بالنسبة لوفائه الدين من دخل لعب القمار؟ أما قضاء الدين فلا تسأل، خذ دينك ولا تسأل، إذا أعطاك الدين لا تسأل، ما دمت لا تعلم أنه من القمار ولا من غيره فلا تسأل، خذ دينك. والحمد لله. المذيع/ لو فرضنا أنه توفي وترك مالاً من هذا الدخل أو من هذا الباب؟ ورثته يرثونه إلا إذا علموا أن هذا مال فلان أو هذا مال فلان يردونه إليه؛ لأن هذا مال أخذه بالقمار يردونه إليه، أو أن هذا ثمن خمر يتصدقون به، وإذا كانوا محاويج فهم أهل الصدقة.