حكم من سمع الأذان فنام ولم يصل إلا بعد طلوع الشمس

إذا سمعت المؤذن يرفع الأذان عند صلاة الصبح، واستحوذ علي الشيطان ولم أقم للصلاة، وصليتها بعد طلوع الشمس، فما حكمها، هل هي قضاء ويسقط الفرض، أم أني أكون آثماً؟

الإجابة

أنت بهذا آثم؛ لأنه ما يجوز لك التساهل، بل يجب القيام إذا أذن المؤذن يجب أن تقوم وأن تصلي مع المسلمين، فإذا كنت عاجزاً مريضاً صليت في البيت في الوقت، أما تأجيلها إلى طلوع الشمس فهذا منكر لا يجوز، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من فعل ذلك، إذا تعمد ذلك يكفر، لأنه أخرها عن وقتها عمداً وتساهلاً، فالواجب عليك الحذر وأن تصلي الصلاة في وقتها، وإذا دخل الوقت ولو ما سمعت الأذان، ولو عرفت ذلك بالساعة وجب عليك أن تقوم، وأن تصلي مع المسلمين في المساجد، والمرأة تصلي في البيت في وقت الصلاة، فمن أخرها عمداً فهو آثم إثماً عظيماً وكافر كفراً أصغر عند جمهور أهل العلم، وكفراً أكبر عند بعض أهل العلم، وهو الصواب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، وهذا يعم الرجال والنساء، فإذا تركت المرأة الصلاة عمداً حتى خرج الوقت كفرت وهكذا الرجل على الصحيح، فالواجب التوبة والبدار بالتوبة من ترك الصلاة. ومن قضاها وإن كان متعمداً فلا حرج عليه خروجاً من الخلاف، لكن لا يلزمه القضاء على الصحيح، وإنما يلزمه التوبة والرجوع إلى الله، والعمل الصالح والاجتهاد في الخير لقول الله سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) سورة طه، فالواجب على من تركها أن يتوب إلى الله وأن يقلع وأن يندم ندماً عظيماً وأن يكثر من التطوعات والاستغفار والعمل الصالح لعل الله يتوب عليه سواء كان رجلاً أو امرأة. نسأل الله العافية والسلامة.