حكم من تركت الصلاة في آخر عمرها بسبب مرضها وهي تعقل ما تفعله

أنا جدتي كانت في آخر أيامها في الحياة، وكانت عجوزاً طاعنةً في السن ولقد كانت تحب الصلاة حباً شديداً والصيام أيضاً والتقرب إلى الله، ولكن لم تكن تستطع في الشهور الأخيرة من عمرها أداء الصلاة وذلك لعدم طهارتها وعدم استطاعتها أن تقرأ أو أن تفعل أي فعلٍ من أفعال الصلاة رغم أنها تملك عقلها كاملاً فهل عليها إثمٌ في ذلك، وعندما كنا نقول لها: حاولي أن تؤدي الصلاة كانت تقول: إنني أشعر بقناعة تامة عن الصلاة وكانت تلهث بشدة عند أي حركةٍ تؤديها وكأن روحها ستخرج، وجهونا جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

الواجب عليها أن تصلي على حسب حالها ما دام عقلها موجوداً، فالواجب عليها أن تصلي قائمةً أو قاعدةً أو على جنبها أو مستلقية، بالماء أو التيمم، هذا الواجب عليها ولا يجوز لها ترك الصلاة، لأن الله يقول -سبحانه-: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعمران لما كان مريضاً: فصل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً)، فالمؤمن والمؤمنة هكذا يقومون بالواجب حسب الطاقة، ولا يجوز ترك الصلاة من أجل الضعف أو كبر السن بل على المريض وكبير السن يصلي على حسب حاله، حتى ولو على جنبه، حتى ولو مستلقيا إذا عجز على الجنب، يقرأ ويكبر ويقول الله أكبر من أول الصلاة، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها ثم يكبر ناوياً الركوع يقول: سبحان ربي العظيم، ثم يقول: سمع الله لمن حمده ناوياً الرفع، يقول: ربنا ولك الحمد إلى آخره، ثم يكبر ناوياً السجود يقول: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى، ثم يكبر ناوياً بين السجدتين يقول: رب اغفر لي رب اغفر لي، ثم يكبر ناويا السجدة الثانية وهكذا، بالقول إذا عجز عن الفعل، وأما هذه التي تأخرت عن الصلاة وهي تعقل فقد أثمت وهي على خطرٍ عظيم ويخشى عليها أن تكون كافرة بذلك، لأنها تركت الصلاة مع القدرة ومع العقل، والحاصل أن هذا العمل عمل سيء ومنكر، والواجب عليها أن تصلي على حسب حالها، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16] إذا كان عقلها موجوداً. المذيع/ يسأل في نهاية الرسالة: ماذا علينا أن نفعل؟ ج/ ما دامت توفيت ليس عليكم شيء، أمرها إلى الله ظاهر حالها الكفر نسأل الله العافية؛ لأنها ضيعت الصلوات من أجل جهلها، والله جل وعلا يتولى أمرها - سبحانه وتعالى -، ما دام تركت الصلاة وهي عاقلة لا تدعوا لها ولا تصدقوا عنها، لأنها تركت الصلاة وهي عاقلة كما ذكرتم، وترك الصلاة مع العقل أو مع التكليف كفرٌ أكبر على أصح قولي العلماء، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، نسأل الله العافية.