هذه من المصائب العظيمة, والواجب علاجها بالتعذيب والنصيحة وتوجيه اللوم إليها وبيان أن الواجب عليها العفة, والحذر مما حرم الله عليها فإن الزنا من أقبح الجرائم ومن أعظم الكبائر, وقد توعد الله الزاني بالعذاب الشديد، قال-جل وعلا-: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (الفرقان:69), توعد بأنه يضاعف له العذاب ويخلد فيه مهاناً يوم القيامة في النار نسأل الله العافية، والنبي-عليه الصلاة والسلام-قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، هذا من علامة ضعف الإيمان أو عدم الإيمان نعوذ بالله، فعلى الزوج أن يلاحظها ويعتني بها ويؤدبها إذا فعلت شيئاً من هذا, أو وجد علامات شيء من ذلك فعليه أن يؤدبها الأدب الرادع مع الوعظ والتذكير بالله وأن هذا منكر ومعصية لله- عز وجل-ومن أسباب الفراق, فإن استقامت فالحمد لله وإن لم تستقم فارقها طلقها لئلا تحمل عليه أولادا من غيره, ومتى استقامت وتابت ورجعت إلى الله- عز وجل- فالحمد لله فالتوبة بابها مفتوح, ومن تاب تاب الله عليه إذا كان صادقا، فأما إن لم يحصل منها الرجوع والتوبة واستمرت على حالها السيئة فإن مثل هذه لا ينبغي بقاؤها بل ينبغي فراقها وعدم بقائها؛ لأن هذا يجر عليه شراً كثيرا في نفسه, وفي أولاده, وفي سمعته ولا حول ولا قوة إلا بالله.