حكم زيارة النساء للقبور، وحكم زيارة قبور الأئمة للنساء، والدعاء الذي يقال عند زيارة القبور

ورد في الحديث الشريف عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قوله: (لعن الله زائرات القبور) فأرجو التوضيح، هل يقصد بها النساء جميعاً، أم هناك نساء معينات، وكيف الحال عند زيارة قبر الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وما هي الأدعية التي تقال عند زيارة القبور؟ أفيدونا بارك الله فيكم.

الإجابة

اختلف العلماء في زيارات النساء للقبور بعدما أجمعوا على سنيتها للرجال وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عن زيارة القبور في أول الإسلام خشية الفتن للقبور؛ لأن الجاهلية كانت تعظم القبور وربما عبدة بعض المقبورين من دون الله, فنهاهم عن زيارات القبور حماية للتوحيد وسداً لذرائع الشرك, ثم أذن للرجال في الزيارة قال- عليه الصلاة والسلام-: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة), وفي لفظ: (تذكركم الموت), واختلف العلماء في النساء هل دخلن في هذا أم لا على قولين لأهل العلم, والصواب أنهن لا يدخلن في الرخصة, بل ينهين عن زيارة القبور؛ لأنه ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - من عدة طرق أنه لعن زائرات القبور, وفي لفظ زوارات القبور من حديث أبي هريرة, ومن حديث ابن عباس, ومن حديث حسان بن ثابت - رضي الله عنهم - وفيها لعن زائرات القبور, فالصواب أنهن لا يزرن القبور مطلقاً هذا هو الأرجح من قولي العلماء حتى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزرونه ولا يقفن عليه, ولكن يصلين على النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل مكان في المسجد النبوي, وفي البيت, وفي الطريق, وفي بيوتهن, وفي كل مكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تجعلوا قبري عيداً وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) فالرسول - صلى الله عليه وسلم - حثنا ورغبنا في الصلاة عليه, والسلام عليه كما أمر الله بنا في كتابه العظيم حيث قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين, فالمشروع للنساء- الصلاة عليه والسلام عليه في كل مكان كالرجال, ولا يشرع لهن زيارة القبر, ولا قبور الناس الآخرين لا في بلدهن ولا في غير بلدهن, هذا هو المعتمد والأرجح من قولي العلماء في هذه المسألة, وإذا كانت المرأة في المدينة زائرة تصلي في المسجد مع الناس, وتصلي على النبي, وهي في المسجد ما في حاجة إلى أن تذهب عند القبر تصلي عليه في محلها وتسلم عليه تقول اللهم صلي وسلم على رسول الله عليك الصلاة والسلام يا رسول الله ونحو ذلك فيكفي هذا والحمد لله احتياطاً وبعداً عما حرم الله. تقول أيضاً في نفس السؤال: وهل يشمل المنع قبور الأئمة أيضاً، ثم تسأل عن الدعاء الذي يقال عند زيارة القبور؟ نعم بل يشمل قبور الأئمة وغيرهم يشمل قبور الناس جميعاً فلا يشرع للمرأة أن تزور القبور مطلقاً, لا قبر أبيها, ولا قبر أمها ولا قبر غير ذلك يعني جميع القبور تنهى المرأة عن زيارتها في بلدها وغيرها, وإنما الزيارة للرجال خاصة, ولعل الحكمة في ذلك والله أعلم أنهن قليلات الصبر, وقد يفتن بهن الرجال, فكان من حكمة الله أن منعهن من الزيارة حتى لا تكون القبور محل فتنة, ولا محل نياحة ولا جزع, ولا قلة صبر, فرحم الله النساء وكفاهن ما قد يترتب على الزيارة منهن للقبور بخلاف الرجال فإنهم أصبر وأقل خطراً إذا زاروا القبور من النساء, وفي زيارة القبور ذكرى للآخرة, وذكرى للموت, والمرأة في إمكانها تتذاكر الموت في الصلاة على الجنائز في المساجد مع الناس فإن المرأة تصلي على الجنازة في المسجد في المصلى, وإنما المنهي عنه زيارتها للقبور, وإتباعها للجنائز إلى القبور أما صلاتها على الجنازة في المسجد و في المصلى فهذا فيه ذكرى ويغني عن ذهابها للقبور, وهكذا تذكر الموت دائماً وجعله على البال, وتذكر الآخرة كل هذا يكفي بحمد الله في تذكر الآخرة والإعداد لها, أما الدعاء فقد بينه النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا والمتسأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية), وربما زاد فقال: (اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد إذا زارهم), فهذا هو الدعاء المشروع يقول: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا والمتسأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية), أو يقول: (يغفر الله لنا ولكم), أو (غفر الله لنا ولكم), أو (رحمنا الله وإياكم) كل هذا كلام طيب. بارك الله فيكم