السؤال:
نعيش في قرية مقيمة على السنة السمحاء من زمن بعيد، وأعمل في مجال
الدعوة بقدر استطاعتي، وأصلي بالقرية منذ عام 1977م، ثم أرسلت وزارة
الأوقاف خطيباً لمسجد قريتنا وأغرانا هذا الخطيب أولاً بأنه سيستمر
على النهج الذي ننهجه، وبعد ما ثبت أقدامه بالمسجد قال: نريد أن نضع
جهاز راديو يقرأ القرآن قبل صلاة الجمعة كما هو موجود في باقي المساجد
في مصر وطبعاً أتباع الشيطان كثيرون وافقوه ووضعوا فعلاً الراديو في
مكبر الصوت قبل الصلاة وحاولت منعه من هذا العمل، وأوردت له الأدلة
بعدم مشروعية قراءة القرآن بالصوت المرتفع حيث يصلي الناس وأن هذا
العمل إحياء لبدعة وإماتة لسنة، فقال لي: إذا كان هذا ممنوعاً فلماذا
ينتشر في جميع مساجد مصر؟ حتى وصل الأمر في البدع أنهم وضعوا جثمان
الميت في النعش أمام المصلين يوم الجمعة قبل الصلاة وصلينا عليه
الجمعة وهو أمامنا، ثم صلينا عليه صلاة الجنازة وحاولت منعه من هذا
العمل قبل صلاة الجمعة؛ لعدم مشروعية هذا التصرف فرفض، وقال: إن هذا
رأي الإمام مالك، وذلك للاتعاظ، فقلت له: إن الإمام مالك يكره صلاة
الجنازة في المسجد كافة، فاكتفى برأيه ورفض رأيي وإن مجال البدع أصبح
مفتوحاً أمام أهل القرية بمقدم هذا الإمام وسوف يكون هناك أكثر
وأكثر.. فماذا أفعل؟ وإنه يوجد من أهل القرية من يريد السنة والابتعاد
عن البدع ولا يوجد بالقرية سوى هذا المسجد، هل أترك القرية وأصلي في
أحد المساجد المقيمة على السنة في بلدة أخرى، وإذا فعلت هذا سوف يكون
هناك مزيد من البدع ويوجد من يريد السنة ولا يستطيع السفر القريب
لأداء الصلاة في المساجد الأخرى المقيمة على السنة أفتونا مأجورين؟