عدد ركعات صلاة التراويح

لقد قرأت في بعض الكتب أن صلاة التراويح عشرين ركعة لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك لم ترد عن عمر بن الخطاب -كما يزعم بعض الناس-، فهل صلاة عشرين ركعة بدعة أم هي جائزة ولا حرج فيها أبداً؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

صلاة التراويح ليس فيها حدٌ محدود، من صلى عشرين فلا بأس ومن صلى ثلاثين فلا بأس، ومن صلى أربعين فلا بأس، ومن صلى إحدى عشرة فلا بأس، ومن صلى ثلاثة عشرة فلا بأس، ومن صلى أكثر أو أقل فلا بأس أمرها واسع، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل مَثْنى مثنى) ولم يحدد حداً عليه الصلاة والسلام، هكذا جاء في الصحيح من حديث ابن عمر قال: (صلاة الليل مثنى مثنى..) وهذا يعم رمضان وغيره (فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدةً توتر له ما قد صلى) فأبان -صلى الله عليه وسلم- أن صلاة الليل مثنى مثنى، إن صلى عشر يوتر بواحدة بعد ذلك، صلى عشرين يوتر بواحدة، صلى ثلاثين يوتر بواحدة، صلى أربعين يوتر بواحدة صلى مائة يوتر بواحدة ما فيه حدٌ محدود، ما قال: صلاة الليل عشر وإلا عشرين، قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح) يعني لو مد الصلاة وخشي الصبح يوتر بواحدة، وهكذا في أول الليل لو أوتر في أول الليل يصلي ما قسم الله له ويوتر بواحدة، أو في جوف الليل كذلك، وكان -صلى الله عليه وسلم- ربما أوتر بسبع، وربما أوتر بخمس، وربما أوتر بتسع، وكان في الأغلب يصلي إحدى عشرة، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، وربما صلى ثلاث عشرة، صلى ثنتي عشرة ثنتين ثنتين ثم يوتر بواحدة، هذا هو الغالب من فعله -صلى الله عليه وسلم-، وربما نقص فصلى سبعاً أو تسعاً أو خمساً أو ثلاثاً، لكن الغالب والأكثر يصلي إحدى عشرة، وفي بعض الأحيان ثلاث عشرة، ولكن ما نهى عن الزيادة عليه الصلاة والسلام، من شاء زاد، وثبت عن عمر -رضي الله عنه- والصحابة أنهم فعلوا ذلك، صلوا إحدى عشرة وصلوا ثلاثاً وعشرين، ثبت هذا وهذا عن عمر -رضي الله عنه-، فالذي أنكر ثبوته عن عمر قد غلط، بل هو ثابت عن عمر أنه صلى ثلاثاً وعشرين وفي بعض الليالي صلى إحدى عشرة، فالأمر واسع والحمد لله، ومن صلى أكثر كما فعل بعض الصحابة فلا بأس، بعض السلف كان يصلي ستاً وثلاثين ويوتر بثلاث، الجميع تسعة وثلاثين، بعضهم يصلي إحدى وأربعين، فليس في هذا حدٌ محدود والحمد لله، لكن مثنى مثنى، ثنتين ثنتين هذا هو السنة في رمضان وفي غيره، ولكن كونه يصلي ثلاثة عشرة وإحدى عشرة أفضل؛ لأنه أرفق؛ ولأنها توافق فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن صلى ثلاثاً وعشرين مثلما فعل عمر في بعض الأحيان فلا بأس، وإن أحب الزيادة هو وجماعته فلا بأس، لكن يرفق بمن معه لا يطول عليهم، ويطمئن في ركوعه وسجوده ويرتل في قراءته؛ لأن هذا أنفع للمسلمين، ولا يجوز له أن ينقرها نقراً بل يجب أن يطمئن، فإذا صلى إحدى عشرة مع الطمأنينة والترتيل في القراءة كان أفضل من عشرين، وإذا صلى ثلاثة عشرة كذلك، وإذا كان يشق عليه صلى سبع مع الترتيل ومع الطمأنينة أفضل، وهكذا خمس ثلاث حسب طاقته، (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (16) سورة التغابن، وإن من أهم المهمات أنه يطمئن ولا يعجل في قراءته، يطمئن ويرتل حتى يستفيد وحتى يستفيد الجماعة اللي خلفه ينتفعون بالقراءة، إذا رتل واطمأن استفاد الجميع هو والجماعة، فيطمئن في ركوعه وسجوده ويرتل في قراءته، ويخشع فيها حتى يستفيد مَن وراءه، وحتى يستفيد هو، وفق الله الجميع. المقدم: جزاكم الله خيراً،