الإجابة:
كل أسماء الله سبحانه مشتملة على صفات له سبحانه تليق به وتناسب كماله
، ولا يشبهه فيها شيء ، فأسماؤه سبحانه أعلام عليه ونعوت له عز وجل ،
ومنها : الرحمن ، الرحيم ، العزيز ، الحكيم ، الملك ، القدوس ، السلام
، المؤمن ، المهيمن .
إلى غير ذلك من أسمائه سبحانه الواردة في كتابه الكريم وفي سنة رسوله
الأمين ، فالواجب إثباتها له سبحانه على الوجه اللائق بجلاله من غير
تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، وهذا هو معنى قول أئمة
السلف كمالك والثوري والأوزاعي وغيرهم : أمروها كما جاءت بلا كيف .
والمعنى أن الواجب إثباتها لله سبحانه على الوجه اللائق به سبحانه
.
أما كيفيتها فلا يعلمها إلا الله سبحانه ، ولما سئل مالك رحمه الله
عن قوله تعالى { الرَّحْمَنُ عَلَى
الْعَرْشِ اسْتَوَى } كيف استوى؟ أجاب رحمه الله بقوله :
الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ،
يعني بذلك رحمه الله : السؤال عن الكيفية ، وقد روى هذا المعنى عن
سيخه ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وعن أم سلمة رضي الله عنها ، وهو قول
أئمة السلف جميعا . كما نقله عنهم غير واحد من أهل العلم ، ومنهم سيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله في : " العقيدة الواسطية " وفي : "
الحموية " و " التدمرية " وفي غيرها من كتبه رحمه الله . هكذا نقله
عنهم العلامة ابن القيم رحمه الله في كتبه المشهورة ، ونقله عنهم قبل
ذلك أبو الحسن الأشعري رحمه الله .