طلبت الطلاق منه بحجة أنه لم يحقق لها الطموح

السؤال: ما حكم من طلبت الطلاق من زوجها بحجة أنه وعدها بأن يُحقق لها بعض الطموحات لإسعادها؟ علماً بأنه سعى ولم يُوفّق فما حكم الشرع في ذلك؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد: فالحياة الزوجية في شريعة الإسلام قائمة على المودة والرحمة، وأن يسعى كلا الزوجين في الوفاء بحقوق صاحبه دون عنت أو رهق، {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلاّ ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسراً}.

ولا يجعل أحدهما من الحياة الزوجية مطية لينهل من شهوات الدنيا ولذائذها بغير حساب، بل يعدها سبباً للجنة ورضوان الله إن اتقى الله في صاحبه، ولا يتأتى هذا الفهم إلاّ إذا كان الدين محركاً لها وباعثاً لرغباتها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" (متفق عليه). وقال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" (رواه الترمذي).

هذا ولا يجوز للمرأة المسلمة أن تُعَنّي زوجها وتكثر من سؤاله والإلحاح عليه، فإن لم يستطع تلبية مطالبها وقضاء شهواتها من المتاع والرياش سألته الطلاق! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنّة" (رواه الخمسة إلاّ النسائي).

وليعلم كل رجل وامرأة أن الحياة الدنيا متاع الغرور، وعما قليل يكون المنقلب إلى الله، وروح المرء إمّا إلى نار وإمّا جنّة.
وصلى الله وبارك على سيدنا محمد.



نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.