حكم الذهاب إلى السحرة وكيفية علاج المسحور أو المعيون

أنا سيدةٌ متزوجة منذُ سبعة عشرة عام ولي ستة أولاد، قد عشت من هذه السبعة عشر عام خمس سنين فقط حياةً سعيدة، والباقي أصبحت أكره فيها زوجي، ولا أحب أن يعاشرني معاشرة الأزواج، ولا أطيق النوم معه، فظننت أن هذا شيئاً من السحر، فذهبت إلى السحرة وإلى الشيوخ، أعطوني بعض الحجب ولم استفد منها، وأنا لا أثق بأي منهم، ذهبت للأطباء النفسانيين ولم أستفد أيضاً، وأنا أريد زوجي ولا أريد أحداً سواه، يوشك بيتي على الانهيار، ماذا أفعل؟

الإجابة

هذا مرض عارض قد يكون من آثار السحر، وقد يكون عيناً مما يسميه الناس النظرة والنفس، وقد يكون مرضاً سبب هذا الشيء. ولا يجوز إتيان السحرة ولا الكهنة ولا سؤالهم، فذهابك إلى السحرة والكهنة أمر لا يجوز، فقد أخطأت في هذا فعليك التوبة إلى الله من ذلك؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) رواه مسلم في الصحيح. والعراف الذي يدعي معرفة الأمور من طريق الجن، من طريق علم الغيب، هذا لا يجوز سؤاله ولا تصديقه. وقال أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -عليه الصلاة والسلام-) فلا يجوز إتيان الكهان ولا السحرة ولا سؤالهم. ولكن في إمكان أن تعالجي عند طبيب قد يعرف مثل هذه الأمور بأدوية معروفة: من إبر وحبوب، أو غير ذلك، أو عند قارئ، أو امرأة صالحة تقرأ وتنفث عليك، إذا وجدت امرأة صالحة قدمت على الرجل، تنفث عليك وتقرأ عليك، فلعل الله يزيل بها العين أو السحر، وهكذا الرجل الذي يعرف بذلك، يقرأ عليك من غير خلوة، يكون عندك أمك أو أخوك أو نحو ذلك من دون خلوة، فلعل الله ينفع بذلك. وفي الإمكان أيضاً أن يقرأ لك في ماء، تقرأ فيه الفاتحة وآية الكرسي وآية السحر المعروفة في سورة الأعراف وسورة يونس وطه، مع (قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) والمعوذتين، كل هذا يقرأ في ماء، مع ما تيسر من الدعاء مثل "اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشفي أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاءً لا يغادر سقماً" "بسم الله أرقيكِ، من كل شيءِ يؤذيكِ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيكِ، بسم الله أرقيكِ" يكرر هذا ثلاث مرات؛ لأنه ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا فعل ذلك أو فعلت المرأة ذلك تشربين منه بعض الشيء، وتروشي بالباقي، فهذا مجرب بإذن الله لعلاج السحر، وحبس الرجل عن زوجته، وهو أيضاً علاج للعين، فإن العين ترقى كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا رقية إلا من عين أو حمه)، فهذه أسباب قد ينفع الله بها، وقد يجعل في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر تدق، وتجعل في الماء ويقرأ فيه ما تقدم، قد ينفع الله بذلك أيضاً، وقد فعلنا هذا لكثير من الناس فنفعه الله بذلك، وقد ذكر ذلك العلماء: ومنهم الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ صاحب "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد"، فإنه ذكر هذا في باب ما جاء في النُشْرة، فإذا كان عندك الكتاب فطالعيه أو اعرض هذا على العلماء، وهم إن شاء الله يقومون باللازم. أما السحرة والكهنة والعرَّافون فلا تسأليهم ولا تصديقهم، ولكن عليك بعلماء الحق، والقراء المعروفين بالخير، حتى يعملوا لك هذه القراءة، أو المرأة الصالحة، النساء الصالحات ....... المعروفات بالخير، حتى يفعلن لك هذه القراءة، ولعل الله يمن بالشفاء والعافية بأسباب هذا. ومما ينبغي أن تعملي هو الدعاء، وتسألين الله -عز وجل- أن يزيل عنك ما نزل بك، والله -سبحانه- يحب أن يسأل، وهو القائل سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر: 60] وهو القائل -عز وجل-: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ[البقرة: 186]، فعليك أن تسألِ الله العافية والشفاء، وزوجك كذلك عليه أن يسأل الله لكِ الشفاء والعافية، فالمؤمن يدعوا لأخيه، وهكذا أبوك وأمك كلاهما يسأل الله لك العافية، فالدعاء سلاح المؤمن، والله -عز وجل- وعد بالإجابة، فعليكِ بالدعاء، والجد في الدعاء، والصدق في الدعاء، لعل الله يمن بالشفاء -سبحانه وتعالى-، والله أعلم. بارك الله فيكم.