حكم تكليف الطلاب بإحضار أشياء غالية الثمن

السؤال: بعض المدرسين يكلفون الطلاب بإحضار مجسمات ولوحات خشبية وصحائف وأقلام وأقمشة وغير ذلك بتكاليف باهظة؛ مما يسبب الحرج لكثير من الأسر الذين ظروفهم المادية لا تسمح بذلك، ويقال كذلك بالنسبة للمدرسات عندما يكلفنَّ الطالبات بذلك، فهل من نصيحة حول هذا الأمر؟

الإجابة

الإجابة: لا شك أن الكثير من أولياء أمور الطلاب فقراء ضعفاء يعوزهم الحصول على الغذاء والقوت الضروري لأولادهم وقضاء الحاجات المنزلية، فمن الواجب على المدرسين الرفق بهم والسعي معهم في تخفيف المُؤْنَة وإيصال المساعدات المالية بأي وسيلة إليهم؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمِنُ للمؤمِنِ كالبُنْيان يَشُدُّ بعضُهُ بَعضاً".

فمتى بدت حاجة المدرس إلى صحائف أو أقلام أو أقمشة للإعلانات أو أدوات للنشاط فعليه أن يتبرع بتكلفتها، أو يحث إخوانه المدرسين على المساهمة فيها، أو يطلب من أهل الخير والثروة وأهل الصدقات والتبرعات؛ فإن تعذر ذلك عرضها على الطلاب عموماً للمساهمة في إحضارها حسب القدرة؛ فمن كان منهم ذا جِدَة وسعة أحضر منها ما تيسر، ومن قُدِرَ عليه رزقه فلا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها.

فننصح مدراء المدارس وأعضاء هيئة التدريس رجالاً ونساء أن يرفقوا بالضعفاء وأن يرحموهم ولا يكلفوهم ما يعجزهم، وأن يقوموا بما يحتاجونه في مصلحة النشاط والأعمال اليدوية والإعلانات والصحف الحائطية؛ وذلك لعلمهم بأن أولياء الطلاب قد يكونون من الفقراء المعوزين. فمتى جاء ولد أحدهم وقال: إن المدرس طلب مني إحضار قماش أو شراء صحيفة أو أدوات، ثم ألح على أهله وشدد عليهم في الطلب وذكر أن المدرس لا يقبل منه عذراً وأنه سوف يتأخر أو ينفصل إن لم يأت بما طلب منه فلا تسأل عما يقع فيه أهله من الحرج والضيق؛ بحيث يتكففون الناس أو يبيعون بعض أمتعتهم أو يقترضون ليحلوا هذه الأزمة؛ فكم يدعون على المدرس أو المدرسة ويظهرون التظلم والإضرار. فعلى المدرس ملاحظة ذلك والنظر والتفكر فيما لو كان مثل أحدهم؛ فيحب للناس ما يحب لنفسه.



موقع الآلوكة.