الاجتماع للقراء في العزاء

يجتمعون ويقرؤون الكتاب على أساس أن ثوابه يمشي للميت، وأيضاً عندما يمرون بالمقابر يرفعون أيديهم ويقرؤون سورة الفاتحة ترحماً على الأموات؟

الإجابة

وهكذا اجتماعهم على القراءة وقت العزاء هذا كله لا أصل له، إنما يعزي وينصرف، يعزي ويدعو لهم وينصرف، أما اجتماعهم عند أهل الميت على قراءة القرآن، أوعلى قراءة أشياء أخرى، أو للأكل والشرب فهذا ليس له أصل، وإنما السنة أن جيران أهل الميت أو أقاربهم يبعثون لهم طعاماً، كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم-، لما جاء نعي جعفر بين أبي طالب حين قتل في مؤتة في الشام، قال النبي - صلى الله عليه وسلم- لأهله: (اصنعوا لأهل جعفرٍ طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم)، هذا هو الأفضل وهذا هو السنة، أما كون أهل الميت يصنعون طعاماً ويجمعون الناس على قراءة أو على دعاء أو على غير ذلك، هذا ليس من السنة، قال جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام للدفن كنا نعده من النياحة)، هذا يدل على أن هذا لا يجوز ولا ينبعي وليس من المشروع، بل هو خلاف المشروع. بالنسبة لرفع أيديهم وقراءة الفاتحة فوق المقابر؟ كذلك عند المقابر لا يجوز أيضاً وليس له أصل، أنها ترفع الأيدي عند المقابر، ولا يقرأ القرآن بين القبور، ولا عند زيارة المقابر، ليس له أصل، ولكن السنة أن يدعو للموتى ويستغفر لهم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا زار القبور دعا للأموات بالمغفرة والرحمة، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية)، وفي رواية: (يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين..........)، يدعو لهم هكذا عليه الصلاة والسلام، هذا يدلنا على أن السنة في زيارة القبور الدعاء للأموات والترحم عليهم، أما أنه يقرأ لهم القرآن أو يرفع الأيدي إلى السماء أو بأي إشارة هذا شيءٌ لا أصل له.