الضم بعد الركوع

ما حكم مسألة الضم بعد الاعتدال من الركوع؛ لأن الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني في كتابه: (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) يقول: بأنه لا يشك بأن ذلك بدعة؟

الإجابة

الضم بعد القيام من الركوع سنة، وهو أن يضع يمينه على شماله على صدره كما فعل قبل الركوع، هذا هو المحفوظ في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، روى ذلك وائل بن حجر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسناد صحيح، وروى ما يدل على معناه سهل بن سعد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن الرجل كان يؤمر في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فيضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة، قال أبو حازم الراوي عن سهل: لا يعلمه إلا يروي ذلك إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- رواه أبو البخاري في الصحيح، فهذا هو الصواب والحق أن ضم اليمين إلى اليسار بوضع اليمين على الكف اليسرى والرسغ والساعد بعد الركوع وقبله حال القيام هو السنة. أما أخونا الفاضل الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني فقد ذكر ما ذكره السائل، وأن هذا بدعة، وقد وهم في هذا، وفقه الله، وكل إنسان له أوهام، كل عالم له أوهام، وأخونا الشيخ ناصر الدين من خيرة علماء المسلمين، وممن نعرفه ونشهد له بالفضل والعناية بالسنة والحرص عليها، وألف فيها ما ألف من المؤلفات الطيبة النافعة، ولكنه كغيره من العلماء يخطئ ويصيب، فله أشياء أخطأ فيها عفا الله عنه، كما لغيره من الأئمة: كمالك والشافعي وأحمد وغيرهم من الأئمة الكبار، كل واحد له أشياء أخطأ فيها وخرج عليه فيها الحق، إما لأنه لم يطلع على الحديث، أو لم يبلغه من وجه صحيح، أو لأسباب أخرى، كما بين ذلك أبو العباس بن تيمية في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام، فكل عالم قد يفوته شيء وله فيه عذره، رضي الله عنهم ورحمهم، فأخونا العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني من جملة أولئك الأخيار الذين لهم عذرهم فيما أخطئوا فيه. وقد كتبنا في هذه كتاباً وبينا فيه الصواب، ونشر من مدة، وهي موجودة وتوزع، فينبغي للسائل أن يراجعها إن كانت عنده، أو يكتب لنا ونرسلها له إن شاء الله. فالخلاصة أن السنة أن يضم يديه بعد الركوع كما قبل الركوع، هذا هو الأفضل، يضع اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد على صدره، كما فعل قبل الركوع؛ لقول وائل -رضي الله عنه- (رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان قائماً في الصلاة يضع يمينه على شماله) وقوله: (إذا كان قائماً في الصلاة) يشمل هذا وهذا، ولم يحفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من الصحابة فيما نعلم أنه أسبل يديه بعد الركوع، فما قاله شيخنا الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني من البدعة غلطة كبيرة نسأل الله أن يعفو عنه. أحسن الله إليكم.