دخل المسجد ولم يجد محلا في الصف،هل يجذب رجلا؟

السؤال: دخل رجل المسجد والناس يصلون، والصف تام، فجذب رجلا ممن في الصف الذي أمامه، ليتأخر معه، فأبى الرجل أن يتأخر معه، فحاول معه، فأصر، فجذب رجلا آخر، فتجاوب معه، وتأخر فصف معه وصلى. والسؤال: هل يجوز للرجل أن يجذب رجلا؛ ليتأخر، فيصف معه؟ وإذا كان يجوز، فهل يلزم الرجل المجذوب أن يتأخر ويترك المحل الفاضل من الصف الأول؛ لأجل أن يكمل صلاة غيره؟ أفتونا مأجورين.

الإجابة

الإجابة: المشهور من المذهب: أنه ينبهه، بإشارة، أو كلام، أو نحنحة، ونحو ذلك، ويكره أن يجذبه؛ لأنه تصرف فيه بغير إذنه. واستقبحه الإمام أحمد وغيره.

والقول الآخر في المذهب: جواز جذبه للحاجة؛ ولأن هذا ليس بتصرف فيه، وإنما هو تنبيه له.

وقد ذكر المسألة في (المغني) (1) فقال: إذا دخل المأموم فوجد في الصف فرجة، دخل فيها. فإن لم يجد، وقف عن يمين الإمام، ولا يستحب أن يجذب رجلا فيقوم معه. فإن لم يمكنه ذلك، نبه رجلا، فخرج، فوقف معه. وبهذا قال عطاء والنخعي. قالا: يجذب رجلا فيقوم معه. وكره ذلك مالك والأوزاعي، واستقبحه أحمد وإسحاق.

قال ابن عقيل: جوز أصحابنا جذب رجل يقوم معه صفا. واختار هو أن لا يفعل؛ لما فيه من التصرف فيه بغير إذنه.

والصحيح جواز ذلك؛ لأن الحالة داعية إليه، فجاز، كالسجود على ظهره أو قدمه حال الزحام. وليس هذا تصرفا فيه، إنما هو تنبيه له؛ ليخرج معه، فجرى مجرى مسألته أن يصلي معه. وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لينوا في أيدي إخوانكم" (2) يريد ذلك.أ.ه، والله أعلم.

___________________________________________

1 - (3/ 55، 56).
2 - أبو داود (666)، وأحمد (2/ 98)، والبيهقي (3/ 101)، قال أبو داود: ومعنى: "لينوا بأيدي إخوانكم": إذا جاء رجل إلى الصف فذهب حتى يدخل فيه، فينبغي أن يلين كل رجل منكبيه حتى يدخل في الصف.أ.ه.