حكم زيارة قبر أم الرسول صلى الله عليه وسلم

البعض من الناس يزورون قبر أم الرسول - صلى الله عليه وسلم -في الأبواء, فهل هذا من السنة؟

الإجابة

ليست زيارتها من السنة، إنما زيارة القبور على العموم سنة، النبي عليه السلام قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة)، وأم النبي ماتت في الجاهلية، أم النبي ماتت في الجاهلية، زارها النبي - صلى الله عليه وسلم - وسأل ربه أن يستغفر لها فلم يأذن له، بكى وأبكى عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على أن قبور أهل الجاهلية إذا زيرت فلا بأس، كما زار النبي - صلى الله عليه وسلم -أمه، لكن لا يدعى لهم، إنما تزار للاعتبار، وأما قبور المسلمين فالسنة أن تزار، ويدعى لهم، ويسلم عليهم، ويستغفر لهم، أما قبور أهل الجاهلية، كأم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبور الكفار فلا بأس بزيارتها، لكن ليست سنة، إنما تزار للاعتبار لذكر الآخرة، ذكر الموت، أما قبور المسلمين فتزار للدعاء لهم، والترحم عليهم، ولذكر الآخرة، قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)،هكذا يقول صلى الله عليه وسلم، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين) وربما قال: (يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر). وإذا زار قبور الكفار كما تقدم للعبرة والاتعاظ فلا بأس، كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقد يقال أنه سنة للاعتبار، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -زار قبر أمه وهي ماتت في الجاهلية، قد يقال أنه سنة أيضاً، يدخل في العموم من جهة الاعتبار فقط، من جهة الاعتبار والذكرى، وليس للدعاء لهم، لأنه لا يعفى عنهم، لكن إذا زارها للاعتبار، فالقول بأنها سنة أيضاً قول له قوة، تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -في زيارته لقبر أمه.