هل الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة؟

السؤال: هل الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة؟

الإجابة

الإجابة: لأهل العلم في الإصرار على الصغيرة هل يُصَيِّرها كبيرة؟ قولان:
الأول: أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة، و به قال ابن عباس رضي الله عنهما، وروي عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم، وهو قول أكثر أهل العلم.

الثاني: أن الإصرار على الصغيرة لا يصيرها كبيرة.
وقد احتج أصحاب كل قول بحجج تعضد ما ذهبوا إليه، وأبرز ما احتج به أصحاب القول الأول، ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:(لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار) وقد روي مرفوعا من وجوه ضعفها ابن رجب وغيره من المحدثين.

وأما أصحاب القول الثاني، فاحتجوا بالنصوص المفرقة بين الكبائر والصغائر، كقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً} [النساء:31]، وكقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم (223) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "الصلوات الخمس، و الجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر". والذي يظهر لي أن القول الثاني -وهو أن الصغيرة لا تصير كبيرة بتكرارها، و المداومة عليها، سواء أكان التكرار لصغيرة بعينها، أو لجنس الصغائر- أقرب للصواب، وأما ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، فمحمول على أن الإصرار هو استدامة غير الآبه بحدود الله تعالى، ولا المبالي بحرماته، ولا المعظم لأمره ونهيه، وهذا لا ريب أنه من كبائر ذنوب القلوب، وأما الاستدامة لغلبة الشهوة ونحو ذلك، مع خوف العقوبة، ووجل المؤاخذة، فليس كبيرة، والله أعلم.

المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح