هل يعتبر هذا المسجد مسجد ضرار؟

السؤال: جماعة صالحة في قريةٍ آهلة بالسكان بها مسجد جامع كبير يصلى فيه الجماعة -وهو الوحيد في القرية- كافة الصلوات الخمس المسجد، يسع المصلين ويبقى فارغاً محتاجاً إلى زيادة مع العلم أن أهل القرية ليسوا مداومين على صلاة الجماعة إلا أفراداً صالحين قلائل... الجماعة الصغيرة انشقت عن القرية مستنكرة بدعاً وخلافاتٍ وتقصيرَ أهل القرية في القيام بشعائر دينهم ويؤدونها بطرق غير تامة وغير صحيحة، علماً أن أهل القرية من الطريقة التيجانية، فقررت هذه الجماعة الصغيرة عدم الصلاة وراء إمام القرية الذي ليس له الأهلية للصلاة مع اعتقاداته التيجانية الفاسدة وهو يشجع عليها فيحضر الإمداح بالنبي وفيها من الإطراء والشرك ما تعلمون، وانتهى بهم إلى بناء مسجد جديد لا يبعد كثيراً عن المسجد الأول وبدوا يدرِّسون فيه التوحيد ويعلمون أتباعهم العقيدة الصحيحة ويحذرونهم من البدع والخرافات، فمال من جهتهم عدة شباب فتنوا من أهاليهم وحكمت أهل القرية على هذه الجماعة أنها ليست من الدين، وقالوا: "إن المسجد الجديد مسجد ضرار"، مع العلم أن هذه الجماعة معها شيخ علم دارس بالزيتونة متفقه في الفقه المالكي، فما حكم هذا المسجد الذي بني جديداً؟ وهل ينطبق عليه قولتهم إنه مسجد ضرار؟ وما حكم الإنكار على أهل الطريقة التيجانية؟ وفي أي درجة هم من الإيمان؟ وهل يجوز لطالب علم يريد الإصلاح في هذه القرية أن يحاول إصلاح هؤلاء المنحرفين من التيجانيين في مسجدهم والبعد عن الجماعة الأخرى التي تتبع الحق وذلك بسبب إثارتهم لفتنة المسجد الجديد أم يبقى مع جماعة الحق القليلة وينصرم عن الآخرين؟

الإجابة

الإجابة: أولاً: إذا كان الواقع كما ذكر من أن المسجد الكبير الوحيد في القرية قد تسلط عليه التجانيون وأعلنوا فيه البدع والخرافات، وأن جماعة من أهل الحق أنكروا عليهم ذلك فلم يقبلوا فاعتزلوهم لذلك وبنوا مسجداً ليقيموا فيه الصلوات... إلخ، فليس مسجدهم الذي بنوه مسجد ضرار.

ثانياً: إنكار ما عليه أهل الطريقة التيجانية من البدع والخرافات واجبٌ على أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما درجة أهل الطريقة التيجانية والحكم فيهم بسبب ما أحدثوه من البدع والخرافات فقد أعد كتابة من اللجنة الدائمة في بدعهم.

ثالثاً: من كان لديه علم وأمل في قبولهم النصيحة خالطهم ونصحهم رجاء أن يتقبلوا منه ويكفوا عن بدعهم أو يقللوا منها وإلا وجب عليه اجتنابهم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الثالث والعشرون (العقيدة).