وجوب حفظ الأسرار الزوجية

السؤال: بعض الفتيات إذا تزوجت إحداهن أتتها كل صديقتها بعد الزواج تسألها عن دخول زوجها بها وكل شيء جرى بينها وبين زوجها، فتجيب بكل صراحة فهل هذا جائز؟

الإجابة

الإجابة: لا، بل حرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وبالغ في نكيره وذكر أن من فعله إنما هو شيطان، وهذا يكفي من المبالغة في التحذير من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه الأمور التي بين الأزواج ينبغي أن تكون سراً من الأسرار لا يطلع عليه، فعبد الله بن عمر رضي الله عنهما حصلت بينه وبين زوجته صفية بنت أبي عبيد مشكلة اجتماعية، فجاء أصدقاؤه وأخته حفصة أم المؤمنين يسألونه عن هذه المشكلة التي بينه وبين زوجه، فقال: "سبحان الله!!! كيف أفضي بسر امرأة هي أقرب الناس إلي؟ هي زوجتي"، فلم يُفضِ إليهم بشيء من سره، ثم إنه طلقها فأتوه يسألونه عن السبب فقال: "سبحان الله!!! كيف أفضي بسر امرأة أجنبية لا علاقة بيني وبينها؟" فإذن هذا من الأسرار التي لا يُمكن إفشاؤها بحال من الأحوال، ومع ذلك ما كان من وصفٍ حميدٍ فيه ثناء أو من تشكٍ وتظلمٍ في بعض القضايا فلا يدخل هذا في النهي.

فمثلا إذا كان الزوج يحسن إلى زوجته وكانت تجد منه المعاشرة الحسنة فأرادت بذلك الدعوة وتأليف القلوب وذكر نعمة الله تعالى حيث تشعر أن كثيراً من النساء مهانة في بيتها، وأنها لا تجد الألفة ولا الرحمة والرأفة المطلوبة في الزواج في بيتها، ووجدت هي خلاف ذلك فأرادت أن تبين نعمة الله تعالى عليها، فإن الله يحب أن تظهر نعمته على عباده والتحدث بالنعمة من شكرها.

وكذلك إذا كانت تشكو من سوء المعاملة فتشكو إلى من يمكن أن يغير تشكو إلى من يمكن أن يتوسط في التغيير فهذا أيضاً لا يُعد من الغيبة بل هو من الأمور الستة التي تجوز، يجوز فيها ذكر الأخ بما يكره، وكذلك الزوج أيضا في تعامله مع الزوجة، ومن هذا حديث أم زرع المعروف لديكن، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما أقر فيه قصة أم زرع حين أثنت على زوجها، فإنها قالت: "زوجي أبو زرع، وما أبو زرع؟" وأثنت عليه بأنواع الثناء وعلى أمه وعلى بنته وعلى ولده وعلى خادمه.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.