أريد الذهاب إلى العراق للجهاد وأمي غير موافقة

السؤال: أنا شاب عمري 23 سنة وأريد أن أذهب للعراق للجهاد، وأمي غير موافقة على ذلك، وهناك بعض المشايخ أفتوا بأن الجهاد الآن (فرض عين) ولا يجب موافقة الوالدين، أريد الحكم الشرعي الآن هل يجب أن توافق أمي على ذلك أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابة

الإجابة: لا شك أن مقاتلة أعداء الله في العراق من الجهاد في سبيل الله، لكنه فرض كفاية بالنسبة لك،و لا يجوز لك الذهاب لهذا الجهاد إلا بإذن الوالدين، كما جاءت بذلك الأدلة الشرعية، ففي الصحيحين أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أحي والدك؟" قال: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ففيهما فجاهد" (أخرجه البخاري في صحيحه (3004) ومسلم (549)، وفي رواية عند أحمد في المسند (3/76))، قال صلى الله عليه وسلم: "ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك وإلا فبرهما"، واعلم أن بر الوالدين من الجهاد العظيم، فقد قدمه النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله؛ ففي صحيح البخاري (527) ومسلم (85) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله"، قيل ثم أي؟ قال: "بر الوالدين"، قيل ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، فقدّم النبي صلى الله عليه وسلم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله، ولذلك أنصحك بطاعة والدتك، وأن تقوم بجمع المال لإخوانك المجاهدين في العراق وغيره، لأن الله سبحانه قدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر المواضع في القرآن، ومنها قوله سبحانه في سورة الصف: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ، ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف:10-11].

وفقكم الله وحقق أمانيكم ورزقنا وإياكم الشهادة في سبيله.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.