الإجابة:
قول القائل: "أنا مؤمن إن شاء الله"، يسمى عند العلماء (مسألة
الاستثناء في الإيمان)، وفيه تفصيل:
أولاً: إن كان الاستثناء صادراً عن شك في وجود أصل الإيمان فهذا محرم
بل كفر، لأن الإيمان جزم والشك ينافيه.
ثانياً: إن كان صادراً عن خوف تزكية النفس والشهادة لها بتحقيق
الإيمان قولاً وعملاً واعتقاداً، فهذا واجب خوفاً من هذا
المحذور.
ثالثاً: إن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة، أو بيان
التعليل وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشيئة الله، فهذا جائز والتعليق
على هذا الوجه -أعني بيان التعليل- لا ينافي تحقق المعلق فإنه قد ورد
التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة، كقوله تعالى: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين
رءوسكم ومقصرين لا تخافون}، والدعاء في زيارة القبور: "وإنا إن شاء الله بكم لاحقون"، وبهذا عرف
أنه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء في الإيمان بل لابد من التفصيل
السابق.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب
المناهي اللفظية.