الاستخارة تكون عند التحير والتردد

فيمَ تكون الاستخارة، هل تكون عندما يهم الإنسان بأمر من الأمور من باب رجائه باختيار الله الصالح له في هذا الأمر، أو تكون الاستخارة عندما يكون الإنسان في حيرة من أمره؟ جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

الاستخارة تكون عند الحيرة وعند الاشتباه ، إما في نفس المعزوم عليه والمراد ، وإما في الطريق إليه والوسيلة إليه، أما الشيء المعلوم أنه قربة وأنه طاعة أو أنه مباح وليس هناك شبهة في الطريق إليه فلا حاجة إلى الاستخارة، فلا يستخير كيف يصلي، ولا يستخير كيف يصوم رمضان، ولا يستخير كيف يحج، ولا يستخير كيف يبر والديه، كل هذه أمور معلومة، مشروعة، كذلك لا يستخير في أكل التمر ، أو أكل الرز، أو أكل ما أباح الله من البهائم التي يعرفها أنها مباحة ، فالاستخارة في الأمور المشتبهة، مثل امرأة يخطبها، فيشتبه هل يناسب أن يخطبها أم لا؟ فيستخير، أو سفر إلى بلد من البلدان يستخير، هل هو سفر مناسب مفيد أم لا؟ أو في طريقه إلى الحج هل الطريق هذا أحسن، أو الطريق هذا أحسن، لأن فيها بعضها خوف، وبعضها لا يناسب، أو بعضها قليل الماء فيستخير في الوسيلة إلى الحج ؛ لأنها مشتبهة أو ما أشبه ذلك من الأمور التي تشتبه. أما الأمور الواضحة أنها قربة ، أو أنها مباحة وليس هناك شبهة فيها أوفي الطريق إليها، فلا حاجة إلى الاستخارة ولا تشرع الاستخارة في ذلك. عندما يستخير الإنسان سماحة الشيخ فيبدو له أن استخارته لم تكن موفقة؟ يعيد الاستخارة، يعيدها ويستشير أهل الرأي وأهل المحبة ، وأهل الخير، يستشيرهم بعد الاستخارة ، فمتى انشرح صدره للشيء فعله بعد الاستخارة وبعد الاستشارة. لكن إذا نفذ الأمر واتضح له أنه لم يكن موفق؟ الحمد لله ، هذه من المصائب، يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، الحمد لله. إذن لا دخل للاستخارة في هذا؟ لا دخل للاستخارة في هذا، إذا كان فعل المطلوب فلا يضره ما قد يقع، أو فعل ما شرعه الله مما لا يحتاج إلى استخارة، أو ما أباح الله، وأصابه شيء فهذا من المصائب، يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا كان يحتاج إلى علاج عالجه وتعاطى الأدوية.