الإجابة:
مما لا شك فيه أن على المسلم العناية بحضور صلاة الجمعة وصلاة
الجماعة؛ لأن هذا من واجبات دينه، وما ذكره السائل من أنه يهتم بهذا
الأمر شيء يشكر عليه ويرجى له المزيد منه.
وأما قضية إذا كان العمل يتطلب من يبقى حارسًا على معدات أو أشياء
مالية يخاف عليها لو ذهب الجميع للصلاة؛ فإنه لا بأس أن يبقى من تنسد
به الحاجة لأجل حراسة هذه الأموال، ويكون معذورًا عن حضور الجمعة
والجماعة.
أما إذا لم يتطلب الأمر ذلك؛ فإنه لا يجوز لأحد أن يتخلف عن صلاة
الجمعة والجماعة بحجة العمل أو بحجة أن رئيس الشركة لا يسمح
له... وما أشبه ذلك؛ لأن الصلاة مقدمة على كل شيء، ووقتها
مستثنى من وقت العمل، ولا سلطان لمخلوق على وقت الصلاة بأن يمنع
المسلمين من الذهاب إلى الصلاة في المساجد؛ إلا في حالة العذر الشرعي؛
كما ذكر السائل من أن العمل في الشركة يتطلب وجود من يحرس معدات
الشركة.
وأما ما ذكره من أنه صلى خلف الراديو؛ فإن هذا عمل لا يصح، ولا يجوز
الاقتداء بالإمام الذي تنقل صلاته بالراديو؛ لأن هذا الإمام بعيد عنه،
وبينه وبينه مسافات، وربما يكون في غير اتجاهه أيضًا للقبلة؛ فلا يجوز
الاقتداء بالإمام من الراديو، وهذا من الخطأ الواضح، وما فعله السائل
خطأ، لكن مادام أنه صلى الظهر؛ فهذا هو الذي يجب عليه، أما ما ذكره من
صلاته خلف المذياع؛ فالصلاة لا تصح.