ما حكم لعب البلي للأطفال؟

السؤال: ما حكم لعب البلي (كرات زجاجية صغيرة ملونة يلهو بها الأطفال)، والذي يحدث أن الواحد من الأطفال يشتري البلي بمال، ثم يضع كل طفل بلية في مكان يعرف باللين، والماهر هو الذي يكسب كل البلي أو أكثره، وعندما ينفذ كل البلي الذي مع أحدهم قد يشتري من الرابح الذي يبيع له، هل هذه الصورة تدخل في المقامرة، وإن كانت كذلك، فهل هناك صورة صحيحة لممارسة هذه اللعبة الشعبية؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

- أولاً: المستحب أن يعوَّد الأطفال على الألعاب التي تزيد قواهم العقلية -كالمسابقات في المسائل الرياضية وقوة الحافظة-، والجسمية -كالفروسية والسباحة وركوب الخيل- دون الألعاب التي لا فائدة منها ولا طائل من ورائها سوى تضييع الأوقات أو تنشئتهم على بعض العادات الذميمة التي لا تثمر إلا الشر.

قال القرطبي رحمه الله: "لا خلاف في جواز المسابقة على الخيل وغيرها من الدواب وعلى الأقدام، وكذلك الترامي على السهام واستعمال الأسلحة لما في ذلك من التدرب على الحرب".

- ثانياً: اللعب بالبلي -في تصوري- هي من الصنف الثاني، إذ لا فائدة عقلية أو جسمية فيها، وغاية ما هنالك شعور بالظفر يحس به من أحرز البلي كله، وشعور بالغبن من الآخر، ولربما تثور بينهم فتن ويحصل تنابز بالألقاب.

- ثالثاً: لما كان هذا البلي مالاً لكونه يشترى بالمال فإنه لا تصح المقامرة به، ولا يصح أن يتسابق عليه اثنان لينال الفائز نصيب صاحبه، والصورة الصحيحة أن يبذل الجعل من طرف ثالث غير المتسابقين، وهو ما يسميه الفقهاء بالمحلل، والله تعالى أعلم.



نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.