تصح الصلاة خلف العاصي

سمعت فتوى بأن الصلاة تصح وتجوز خلف شارب الدخان وحالق لحيته، ولكنها لا تصح ولا تجوز خلف المسبل، فوجدت حرجاً في نفسي إذا دخلت مكاناً فيه شخصٌ مسبل، فإنني لا أصلي خلفه حتى وإن كان في المسجد، ولا أصف وراءه ولا بجانبه، واستدل من أفتاني على هذا بأن هناك حديثاً يقول فيه الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يقبل صلاة مسبل)؟

الإجابة

الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم أن العاصي تصح الصلاة خلفه كما تصح صلاته في نفسه, سواء كان العاصي شارب دخان, أو شارب خمر, أو مرابياً, أو عاقاً, أو مسبلاً, أو غير ذلك, ولكن ينبغي للمؤمن أن يختار الإمام الصالح إذا كان عنده مساجد يختار الإمام الصالح ويصلي خلف الإمام الصالح فإن الصلاة خلفه أكمل وأتم, وأما صلاته خلف العاصي فهي صحيحة ولكن ينبغي ألا يقر العاصي، ينبغي أن يسعى في إزالته إذا لم يقبل النصيحة, أولاً ينصح يوجه الخير وينصح فإن هداه الله فالحمد الله و إلا فينبغي الاتصال بمن له الأمر حتى يزال وحتى يعين من هو خير منه، أما الصلاة فصحيحة ولو كان مسبلاً على الصحيح، فإن ما جاء من الوعيد في حق المسبل لا يمنع من صحة صلاته ولا يمنع صحة الصلاة خلفه, وعلى كل حال لا يجوز له الإسبال لا في الصلاة ولا في خارجها، ولكن الصلاة خلفه صحيحة، وصلاته صحيحة، لكنه آثم. وهذا الحديث الذي سمعناه، هذا الحديث رواه أبو داود وغيره ولا بأس به، ولكنه من باب الوعيد.