هل الأخطاء التي تصدر من الشخص نتيجة الصرع يحاسب على فعلها

إذا كان الشخص مريضاً نفسياً بمرض الوسواس الذي يسيطر عليه في كل لحظة من عمره, ويصدر نتيجة لهذا المرض تصرفات خاطئة, فهل هذه الأخطاء يحاسب عليها، وهل هذه التصرفات تعتبر ابتلاءً من الله عز وجل، وهل يؤجر على هذا الابتلاء، أم هي أفعال من الشيطان يحاسب عليها ولا يؤجر عليها؟ وجهونا في ذلك.

الإجابة

الوساوس من الشيطان مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ(الناس4), والواجب على من ابتلي بها أن يحذرها, وأن يضرع إلى الله أن يعيذه من الشيطان, فيستعيذ بالله من الشيطان, يسأل ربه العافية, ويحذر من الاسترسال مع الوساوس؛ لأن الله أمره بالاستعاذة قال تعالى: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ(فصلت36), وقال-عليه الصلاة والسلام- في الذي سأله عن الوسواس قال له: (انفث عن يسارك ثلاث مرات, وتعوذ بالله من الشيطان ومن شره ما رأيت ثلاث مرات, ثم انقلب عن الجنب الآخر), فالمؤمن يتعوذ بالله من الشيطان ولا يلين للوساوس؛ لأنها من الشيطان ولا يؤجر على ذلك بل هو مؤاخذ على ذلك يخشى عليه من العقوبة والإثم إذا استرسل معه وتساهل فالواجب الحذر, أما إذا لم يستطع وغلب فلا إثم عليه لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا(البقرة286) إذا كان مغلوباً على ذلك ليس فيه اختيار فهذا كالمعتوه والمجنون, لكن الواجب عليه أن يحاسب نفسه, وأن يجاهدها لله, وأن يتعوذ بالله من الشيطان حتى يحارب هذه الوساوس, ولما شكى بعض الصحابة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك قال له: (انفث عن يسارك ثلاث مرات, وتعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات, فقال:ففعلت فأذهب الله عني ما أجد) وقد قال له بعض الصحابة: يا رسول الله! (إن أحدنا ليجد في نفسه ما لا أن يخر من السماء أحب إليه من أن يتكلم به، قال: تلك الوسوسة ثم أمرهم إذا وجدوا ذلك أن يتعوذوا بالله من الشيطان ويقول: آمنت بالله ورسله وليتعوذ بالله من الشيطان), يعني يوسوس له الشيطان من خلق ربك, من كذا معنى جنة, معنى نار وما أشبه ذلك, فإذا وجد هذه الوساوس فالمشروع له أن يقول آمنت بالله ورسوله, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, هكذا يجاهد هذا العدو آمنت بالله ورسله آمنت بالله ورسله, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, ينفث عن يساره ثلاث مرات, ويتعوذ بالله من الشيطان هكذا يحاسب نفسه يجاهدها طاعة للرسول-صلى الله عليه وسلم-وعملاً بتوجيهه, فإذا فعل هذا سلم وأنجاه الله من شر هذه الوساوس وسلم من شرها ومن إثمها, أما إذا تساهل في هذه الوساوس وانقاد لها فإنه يأثم نسأل الله العافية. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ