لا منافاة بين رأية الإنسان مقعدة في الجنة وبين أنه لا يدخل هذا المكان إلا بعد المرور على الصراط

القبر أول منازل الآخرة, وفيه يكون السؤال لابن آدم عن ربه ودينه, والرجل الذي بعث إليه, وبعد السؤال يقال للعبد إن كان من أهل الجنة: انظر إلى مقعدك في النار أبدلك الله به مقعداً في الجنة, وإن كان من أهل النار يقال له عكس ذلك, وعليه يكون العبد قد علم هل هو من أهل الجنة أم من أهل النار, ولكن -سماحة الشيخ- الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتناول يوم القيامة بما فيها من بعث واستلام للصحائف, والحساب, والميزان, والصراط, كلها تبين بأن ابن آدم لا يعلم هذا المكان من الجنة أو من النار إلا بعد المرور على الصراط, نرجو من سماحتكم أن توضحوا لنا ذلك؟

الإجابة

لا منافاة في هذا كله المؤمن يرى مقعده من الجنة حتى يستبشر بذلك ويجيه من طيبها وريحها، ويرى مقعده من النار الذي عافاه الله وصرفه عنها حتى يسر بذلك، وهذا للمؤمن في قبره، وفي الآخرة إذا فرغ من حسابه وأخذ كتابه بيمينه صار إلى منزله في الجنة، والحمد لله ما هنا منافاة، يبشر به في القبر ويوم القيامة يرشده الله إلى منزله في الجنة بعد انتهاء الحساب, وبعد تجاوز الصراط, الله يرشده حتى يصل إلى منزله في الجنة، هو أدل عليه من منزله في الدنيا، وهذا من- رحمة الله- وتيسيره- جل وعلا- ولا منافاة هو يعلم منزله في الجنة بإخبار الملائكة له، وهكذا ما وقاه الله من النار، ولكن بعد الحساب والجزاء وبعد الصراط، يرشده الله إلى منزله في الجنة.