هل للشرفاء (الأشراف) حق في الزكاة؟

السؤال: هل الشرفاء (الأشراف) يستحقون شيئاً في الزكاة أم لا؟

الإجابة

الإجابة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة، وإن مولى القوم منهم"، وقال: "لا تحل الصدقة لمحمد ولا لآل محمد"، وقال: "لولا أن تكون من تمر الصدقة لأكلتها"، وأخذ الحسن بن علي رضي الله عنه تمرة من تمر الصدقة فلاكها فأمسكه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك حنكيه وجعل يقول: "كخ، كخ" حتى رماها.

فلذلك لا تحل الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لآل بيته جميعاً، وقد اختلف في آل بيته: فقيل هم بنو هاشم ومواليهم، وقيل: بل معهم بنو المطلب ومواليهم أيضاً، فالمطلب أخو هاشم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن وبنو المطلب سواء، ما افترقنا في جاهلية ولا في إسلام".

وعلى هذا فإن من كان من بني هاشم أو من موالي بني هاشم فلا تحل له الصدقة، وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم حكمة ذلك فقال: "إنما هي أوساخ الناس"، فالنبي صلى الله عليه وسلم مأمور بأمر الناس بالصدقة، فإذا كان يقف على المنبر فيحض الناس على الصدقة فيأخذها لنفسه أو لآل بيته فإنهم سيتهمونه، فلذلك حرمها الله على بني هاشم جميعاً، وعلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يتهم حين يحض على الصدقة.

وبعض الناس يظن أن ذلك مربوط بما يأخذونه من بيت المال، وهذا غير صحيح، فآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيهم من الخمس في حياته، أما بعد موته فلم يأخذوا شيئاً من بيت المال لا من الخمس ولا من غيره، وقد جاء بنو هاشم إلى علي بن أبي طالب لما تولى الخلافة، فقالوا: قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطينا من الخمس فأعطنا منه، فقال: "لقد منعكم الخلفاء الثلاثة من قبلي ولم أكن لأعدل عن طريقهم".

وقد أخرج البخاري في الصحيح أن نجدة بن عامر الخارجي كتب إلى ابن عباس يسأله: هل لبني هاشم حظ في هذا المال العام؟ فكتب إليه ابن عباس: "إننا قد كنا نرى لأنفسنا حقاً فيه، ولكن الخلفاء الراشدين منعونا ذلك"، فأجمعت الأمة على ما فعله الخلفاء الراشدون فلم يعطوهم شيئاً مخصوصاً من بيت المال، إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ الخمس لنفسه، أعطاه الله إياه فيجعله في الأقربين، أي في بني هاشم، أما بعد موته فهم مثل غيرهم من المسلمين يستحقون ما يستحقه الموظفون في بيت المال العام، فتحرم عليهم الزكاة، يحرم دفع الزكاة إليهم.

وهنا لا بد من التفريق بين من كان منهم مضطراً وبين من لم يكن مضطراً، فمن كان صاحب ضرورة كالذي عليه ديون يمكن أن يحبس بها، أو لا يجد نفقة تغنيه فهذا مضطر وتحل له الصدقة لقول الله تعالى: {وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه}.

ولذلك لا بد من الانتباه لهذا الأمر وبالأخص في بلدنا، هذا فإن كثيراً من القبائل التي تنتسب إلى بني هاشم يتساهل أهلها في أخذ الصدقة وزكاة المال وزكاة الفطر، ولا تحل لهم إلا من كان مضطراً منهم فقط.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.