ما حكم خدمة الزوجة لزوجها

أسأل عن خدمة المرأة لزوجها من ترتيب المنزل، وإعدادا لطعام، ونظافة المنزل، وغسل وكوي الثياب له، وأيضاً نظافة الأطفال، وتناولهم الطعام، هل يكون عليها واجب، أو فرض من الله، أو يعتبر خدمة إنسانية بينهما، وإذا لم تخدمه في الأشياء المذكورة ماذا يكون حكمها في ال

الإجابة

هذه المسألة مهمة، والصواب فيها أنها واجبة عليها لزوجها، وهكذا كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- تخدمهم نسائهم، حتى فاطمة -رضي الله عنها- كانت تخدم زوجها، وتقوم بحاجة البيت، من طحن وكنس وطبخٍ وغير ذلك، فهذا من المعاشرة بالمعروف، وهذا هو الأصل، إلا إذا كانت المرأة من بيئة قد عُرفوا أنهم يخدمون في أي قطر، أو في أي زمان، فالناس لهم عرفهم؛ لأن الله يقول: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، (19) سورة النساء. فإذا كانت المرأة من بيئة تُخدم، ولم يكن من عادتهم أنهم يخدمون البيت، فإن الزوج يأتي لها بخادمة إن لم تسمح بأن تخدم بيتها، أما إن سمحت فالحمد لله، وأما الأصل؟ فالأصل أنها تخدم زوجها في كل شيء مما ذكرته السائلة من كنس البيت، وطبخ الطعام، وتغسيل الثياب، وكيها ونحو ذلك، هذا هو العرف السائد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وعهد من بعده، لكن إذا وجدت بيئة وأسرة لها عرفٌ آخر في بلادهم، واشتهر ذلك بينهم وعرف بينهم، وعرفه الزوج، فإنه يعمل بعرفهم؛ لأنه كالمشروط، الشيء الذي استمر عليه العرف والزوج يعرفه كالمشروط، إلا أن تسمح الزوجة بترك هذا الشيء، وأن تخدمه، وأن تترك ما عليه عرف أسرتها، وبلادها فهي بهذا قد فعلت معروفاً، ولا حرج، المقصود أنها تعامل بمقتضى العرف في بلاده وأسرته، وإلا فالأصل أنها تخدم زوجها هذا هو الأصل في حاجات البيت، وحاجات ثيابه، ونحو ذلك. جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ، الناس يتباهون في هذه الآونة بالخادمات، هل من كلمة توجيهية في هذا المقام جزاكم الله خيراً؟ ينبغي عدم الاستكثار من الخادمات، وعدم التسرع في جلب الخادمات؛ لأن هذا قد يترتب عليه خطرٌ على الزوج والزوجة، فقد يقع بذلك مفاسد بسبب الخلوة، فإذا تيسر أن الزوجة تقوم بالبيت، وتستغني بما أعطاها الله من العافية والقدرة على الخدمة فهو أولى، وأبعد عن الخطر؛ لأن وجود امرأة أجنبية في البيت، ليس عندها سوى الزوج والزوجة فيه خطرٌ كبير، قد يخلوا بها عند والي الزوجة، أو ذهابها إلى حاجة من الحاجات، أو إلى السوق، أو إلى أهلها، فالمسألة فيها خطورة، والنبي -عليه الصلاة والسلام-يقول: (لا يخلون رجلاً بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)، فنصيحتي لجميع إخواني المسلمين عدم التسرع في إيجاد الخادمات، وعدم الحرص على جلب الخادمات ما دام هناك مندوحة عن ذلك ، ما دامت المرأة تستطيع أن تخدم نفسها، وأن تقوم بواجب بيتها، فإن هذا أصلح وأسلم، أما عند الضرورة فذاك له شأن آخر، عند الضرورة فالأمر واسع -إن شاء الله-، قد كانت بريرة تخدم في بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد أعطى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة أخيراً خادمة تخدمها في البيت للحاجة والضرورة، فالحاصل أن الخدمة قد تدعوا لها الضرورة، ولكن إذا تيسر أن تكون الخادمة من كبيرات السن، وليست بجميلة كان هذا أقرب إلى السلامة، وإذا كانت الخادمة أكثر من واحدة حتى لا يحصل خلوة يكون أسلم، لو وجد في البيت خادمتان كان هذا أسلم من واحدة، حتى تتعاونا وحتى لا تقع الخلوة، ويكون ذلك أبعد من تزيين الشيطان للزوج، أو لغيره من أهل البيت، نسأل الله للجميع العافية والسلامة. جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ طالما تطرق الموضوع إلى ذكر الخادمات، وعن الأحكام التي ينبغي مراعاتها كثيراً، من الناس يسألون عن حكم السفر بالخادمة للحج، للعمرة، للسياحة ما هو توجيهكم؟ هذا تكون تابعةً لهم، مثل عتيقتهم، مثل مملوكتهم تكون تابعة لهم لا حرج في ذلك؛ لأنها مضطرة إلى أن تذهب معهم، لكن لو وجد بيت تبقى فيه حتى يرجعوا، بيت مأمون فيه نساء مأمونات تبقى عندهم يكون هذا أحوط، أما إذا استخدموها في خدمتهم وهم مسافرون للعمرة، أو الحج لتخدمهم، فهي معهم؛ لأنهم مضطرون إليها وبحاجة إليها، واستخدموها لهذا الأمر، فيكون بهذا -إن شاء الله- تسهيل للضرورة. إذاً السفر بدون محرم والحالة هذه؟ تكون تابعةً لهم، مثل المملوكة عندهم ومثل العتيقة،مثل ما كانت بريرة في بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-, ومثل ما كانت الخادمة عند علي وفاطمة. بريرة كانت عتيقة؟ نعم.. إنما المحرم هنا؟ ما في محرم للضرورة؛ لأنها يعني مضطرة إليهم، وهم مضطرون إليها، وليس هناك حاجة إلى محرم؛ لأنها قد تكون من بلاد بعيدة لا محرم لها عندهم. جزاكم الله خيراً